الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

لماذا ينبتُ الحزن على هكذا قامة من الحب ؟
لماذا لا ينحنِ عجزاً , ضجراً , او حتى كذباً
لماذا لا يموت ؟















لا تتكدس الخيبات صدفة ولا بسابق موعد غرامي أحمر ,طريقتها في الإصطفاف غريبة مريبة منظمة سريعة تجمع الأضداد كلها
وتسير دونما وجل لتكسر مجاديف الأمل دفعة واحدة ..
لنا في حكاياها فصول كثيرة وروايات عظيمة , فلا لشيء يولد معنا إلا وكان له ثمنٌ من نوع ليس بالزهيد ولا العابر , هكذا
هي الخيبات لا تؤمن بالرحيل مطلقاً حينما تتجبر ..
علمتني الحياة مؤخراً أن الخيبات وأن عظمت تبقى صغيرة حقيرة أمام بصيص من نور تكفله خطوة أو إيمان بأن العيش في الظلام
أمر مستحيل أشبه بالجنون والنهايات الواحدة في تاريخ البشر !
علمتني الحياة أن عمر الخيبة مهما طال قصير , ومهما نال من أعمارنا يبقى فقير ..
علمتني أن الحقيقة البيضاء تحتاج بأن نصدقها قبل أن نحصل عليها , هكذا تأتي حينما نختلقها ونكتبها ضمن أمانينا الصغيرة
التي تنمو مع طفولتنا..
كبرتُ كثيراً كثيراً كثيراً في أشهر قصيرة جداً , هذا ما أعرفه ..
لستُ تلك التي تركنُ نحو خساراتها بحسرة وتتفقد ما تبقى من آمالها المهدورة , عشتُ من جديد وها أنا أبني من جديد وأسير
من جديد وابتسم من جديد وأزرع الحياة في أعين من حولي من جديد أيضاً ..
علمتني الخيبات أنها تخسر في آخر المطاف مهما طال سعيها للوصول إلى مقابرنا , فقط حينما نكفرُ بها ونسير نحو النور
 الذي نتجاهله حينما نتألم ..
كيف لنا أن تنخيل ما نتعلمه من الحياة التي قد تتجسدُ في حقيقة أو شخص أو وطن أو صدفة أو موقف , هل تخيلت يوماً
أن تسمو بالأشياء الصغيرة من حولك لتجعله الحياة بأكملها !
لا يغربُ النوم عن عيني إلا في المفاجآت الكبيرة والحقائق المترفة بالصدق والنضوج , في أركان حياتنا مدارسَ عدة
ما إن أضاءت حقائقها في طريقنا إلا وسعدنا , كيفما كانت تلكَ الحقاق حتماً ستلهمنا السعادة بحسب رؤانا
لا كيف شاءت لنا الأشياء مجتمعه !









لماذا نغني الظلام ولا ننام
وكأن النوم عن جفنِ العين غريب!

لماذا تباتُ الأسئلة الحيرى على الشفاة لا تضام!
لا أجوبة تُذيبها ولا شيءَ قريب !


6 / 9 / 2011

الاثنين، 11 يوليو 2011

لكلِ مقالٍ رواية!

- الكتابة تعني أن تتنفسَ برئة المحابر , ولا يتوقف القلمُ عن الكتابةِ إلا في حالِ وُضعَت يدٌ ثقيلة على فمِ الكاتبِ فكتمت أنفاسه!
وتختلفُ الروايةِ في الحديث عن جزيئات تلكَ الأنفاس التي تنطلقُ دائماً عبر سطور كُتابها , بين من يمتلك لُب القضيّةِ وبين من يشعلُ فتيلها بُغيةِ بقعةِ ضوء تحفه وبين من يصرخُ بحقٍ أُريدَ به باطل ..
ليكون المقال وعاء حُر لاحتواء مُجملِ الاتجاهات دون قيود مؤطرةِ غير تلكَ التي تتحكم بسلامةِ الكتابةِ المُجردةِ فقط!

وفي اثناءِ الكتابةِ لا يعلمُ الكاتب عما سيغلف المقال من وجهة نظرِ قُرّاءه ,فالمقال لا يُسعد الناس جميعهم ولا يُسخطهم جميعهم ,كما أنهُ قد يمر مرور الكرام في صفحةِ الجريدة من بينِ يدِ أحدهم ,بينما يُقيم الدنيا ويقعدها في يدِ آخر!
والحقيقة تقول أن المقالات المكتوبة لا لونَ يوحدها ولاجبهة رأي ,فمنها ما يكونُ اسوداً في نظرِ البعض فيما يراهُ الآخر أبيض ناصع ,ناهيك عن حالات عمى الألوان لدى البعض الآخر واختلافهم في تصنيفِ الرمادي مابين الأسود والأبيض..

ولكل مقالٍ يُكتب قصة .لا يأتِ من فراغ إلا في حال أن تحدث القصة بعد كتابة المقال أو أثناء كتابته..
قد يقرؤه الناس تمجيداً وإكباراً بينما هو في حقيقتهِ يحمل بين طياته آلاف اللعنات المُخبأة تتكئ على مهارة الكاتب وثقافة القارئ ومحدودية الرؤى لديه!

وقد لا يكون المقصدُ من وراء كتابة المقال أي تمجيد أو تصويب لخنجرٍ نحو وجهة ما ,إنما يكون الكاتب قد قصدَ إظهار الحقيقة دون زخارف أو رتوش!

وكأن المقال حالة هُلامية لا نتمكن بطبيعة الحال من تفنيدها وتفسيرها فيصبح كل سطر من المقال أزمة ومغزى تأخذها الأعاصير الذهنية كيفما شاءت لتعبر بها سماء عقول المتلقينَ من القراء , أدواتهم في ذلك مكانتهم الثقافية والسياسية وتوجهاتهم الفكرية التي ينتمون إليها ..


الاثنين، 16 مايو 2011

وحده الوقت!

- وحده الوقت يرسم ظلمة الليل
على ملامحنا ويتوه !
وحده الليل يخبي غمرة الشمس
بأحزان المدينه.

أنا يا عين لو تدمع للفراق وجوه
أغني في شقى ليلي وأرحب به
وأهلي به!

ماكنت أدري ان في هالزمن
خوة خسارة وشح وخوف
كنت أعشم حيل واردد
الخيرة الخيرة!

أنا يا عمر لو أحكي عن مشاعر غربتي
في يوم
تكدر خاطر الغربة وقدم لي وطن
من حينه!

أنا ياهالزمن راضي بهالآلام والقسوة!
سكني شعور هالحزن حيره
سكني هالألم أحزان.

تعبت أغني الفرحه .. ولكن لحنها كذبة
وارسم في عيوني النور
أدور في ثرى حلمي بقايا طفلةٍ تلعب
على شط البحر تكتب أماني كل ابوها
شعور!

تلاقى حلمها الوردي في مبسمها
مع الضيقه!
تخلت عن أمانيها في لحظة
من الأسى في يوم.
خذتها يد ابوها وفارقت ذيك الأماني
وشط البحر / بتنهيده!

الجمعة، 6 مايو 2011

قُلوبنا فِيْ رَحمةِ الله ( حديثُ نفسْ )

حديثي هُنا من القَلبِ إلى القَلبْ أتمنى أن تتسعَ لهُ قلوبكم النيّرة ..

نحنُ البشر تلفنا الحياة بأزاهيرَ وأشواك وعلى حدودها يابسَ وماء نعيشُ بها وعليها ,زُرع الإسلام في قلوبنا ونحنُ في السماء قبل َأن نصبح أجنّة في أرحامِ الطُهر حيثُ أمهاتنا ,ولدنا بصرخةٍ تضمنُ خفق قلوبنا ومعها ابتسامةَ أُمٍ تنسى كل ما بها في لحظةِ الموتِ تلك ,حينَ يتلاشى الألم حيثُ نبدأ ,نكبُر يوماً عن يوم وثمةَ بذرة بداخلنا تنمو نحوَ الرّب ورسولهِ وجنتهِ وأشياءَ أُخرى جميلة تتعلقُ بغيبيّات سلّمنا الأيمان بها
بفطرتنا السليمة ,نترقبها ونحنُ في محطة العبور ,نسير على آمالٍ نُعلقها وخطواتٍ ننظمها لتصبح كما نُريد ..
رسائلنا البيضاء نكتبها لمنْ نُحب لنحضى على جمالِ الرضا والإهتمامِ والإشتياق, نسامرُ القمر بضوء وجههِ الساحر نُذيع ما بنا لسموّه,نحتسي قهوةٌ
صباحية مرّه على أنغامٍ فيروزية أدمناها لنبدأ يوماً جديد نرفُل بهِ خلف حُلمنا المعطوب , ندرس, نعمل, نشقى بأنفسنا وأهلينا ,نهذي بواجباتنا وجمعِ
أموالنا وتحقيقِ مطامعنا لنكون الأفضل دائماً يُشار إلينا ببنانِ الإعجاب والإحتفاء ..

حسناً كلُ ذلك ولا ضير فمحطةُ العبور هي سلّمنا المحقق نحو دارٍ أُخرى فيها بصمة وجودِ حتميّة نحنُ من نختارها ,كل ذلك يشملنا جميعاً لا نختلفُ فيه طالما كان إثباتاً لآدميتنا وانسانيتنا البيضاء ..

ما تحويهِ أناملي هُنا ليس خطاباً دينياً ولا يحوي بين ثناياهُ وعظٌ أو إرشاد فأنا لستُ أهلاً لكلِّ ذلك ,هُنا مجرّد وقفة كانت بيني وبينَ نفسي نقلتها لكم
لنهذي معاً ونجيبُ عن مئاتِ التساؤلات تنهشنا في حينِ وحدة وتفرّد مع ذواتنا المركونة خلف زحام الدُنيا !
أسئلة لا تدونوا أجابتها هُنا بل دعوها بينكم وبكم ونكتفي جميعنا بدقائق قد تُغيّر شيئاً ما بأنفسنا وقد نسعد بذلك في لحظةِ صفاء لا يُشاركنا بها سوانا !

هل جربتَ أن تكتبَ رسالةَ لربك وفي مسمعيك موسيقى هادئة وفي يدكَ اليُسرى كوباً من القهوة وفي عينيكَ دمعة كتبتَ بها[ يا الله اشرح صدري فأنا حزينٌ بالمعاصي ]؟ هل كنتَ ذاتَ مساءً تسامرُ القمر وتستمعُ بصوتِ حبيبكَ على الهاتف ثم تخيلت لو أن ملكَ الموت وقد قدم ليقبض روحك فتبعثُ بما أنت عليه أمام الله فتراجعتَ فزعاً وأغلقتَ الهاتف وبكيت خوفاً من الله ؟
هل التفتَ يوماً نحو مريضٍ في المستشفى عاجزاً عن الحِراك فحمدتَ الله على أن جعلكَ حُرّاً بحواسٍ متيقظة بقدرتهِ سبحانه ؟
هل حُمّلتَ أمانةً فخنتها لأيّ سببٍ أرغمكَ على تلك الخيانة فاستدرك ضميرك هذا وبكيت ندماً وتصدقتَ سرّاً طالباً من الله العفو والمغفره؟
هل استشعرتَ يوماً الأمانَ في منزلكَ بين أهلك تنعمُ بالهدوء بينما غيرك قد مات أبناءه أمامهُ جوعاً أو مرضاً أو تحتَ سطوة حربٍ وقتل فعاش متحسراً على ضعفه أمام الظروف حين تعضفُ بهِ فيتوه ,وخفق قلبك بالرضا وابتسمتَ لله ؟
هل تشعُر بوجودِ الله في قلبك حينَ يرحلُ عنك الناس ويتخلّى عنك الأصدقاء ؟
هل تعني ماذا أن تكونَ مبصراً ناطقاً مستمعاً ماشياً وقد هُيئتْ لك الطُرق تسير بها كيفما شئتَ ومتى شئتْ ؟
هل تخيّلتَ يوماً لو كنتَ على سريرٍ أبيض لا يتحرك بك سوى لسانك, هل تتخيل ذلك جيداً؟ حين تتخيل ذلك عدد الأشياء التي ستفتقدها ولا تقل لنفسك هذا مُستحيل فأمرُ أحدنا بين كافٍ ونون ومالله بعاجزٍ عن ذلك ,ولا تقل لنفسك هذا قمةُ البؤس فثمةَ أناسٌ يعيشون على لسانهم فقط ولازالوا يبتسمون شاكرين الله على أن جعل لهم لساناً يذكرونهُ به !
فهل ذكرتَ الله في قلبك ولسانك واستشعرتُه بين يديك ؟
حسناً .. ماذا لو فقدتَ إحدى يديك أو كلاهما الن تحنّ لتقليب صفحات المصحف؟ وهل تحنّ لهُ الآن بوجود يديك ؟ افتحهُ إذاً ولا تهجره فثمةَ عذابٌ أليم لمن يهجر القرآن ..
هل دعوتَ الله في سجدة وأنت صادق فيها منيبٌ إلى الله ؟ إن كنت تعلمُ فرح الله بدعوة عبدهِ فاسجد وأدعو ما تشاء وألحّ في طلبِ حاجتك ..
هل تمنيتَ الموتَ يوماً طمعاً في مُلاقاةِ الله ؟ هل تمنيتَ الجوع حتى يلينَ قلبك على الفُقراء ؟ هل تمنيتَ المرض حتى تؤجر ؟
فلقد تمنى ذلك أبو ذر الغفاري رضي اللهُ عنه وأرضاه ....
هل تتوق إلى رؤية وجه الله يوم القيامة ؟ هل تتمنى صادقاً أن تُحشر إلى جانبِ حبيبنا المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلم ؟ ألم تتمنى رؤيةَ الصديق والفاروق
وعثمانَ وعلي رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم ؟

إن أجبتَ بِنعم فاحمد الله على الخيرِ بداخلك فهذهِ نعمةٌ عظيمة أن تستشعر نعمة الإسلامِ عليك وأن تتوق لمشرّعها وناشرها ومن عمل لأجلها ..
يبقى السؤال الأهم : هل عملتَ لكلِّ هذا ؟

حسناً , ماذا عملت ؟ تناول بين يديك ورقة وقلم سجل ما عملتَ ليكونَ لك لا عليك أمام الله ,ضع أمامك واجباتك التي تقضيها يومياً لله فاحسب
صلاتك التي خشعتَ فيها ,واستغفارك وذكرك ونصحك وابتسامتك ومساعدتك لإخوانك أينما وجدتهم ,هل فكرت أن يهتدي أحداً على يدك ؟ هل كنتَ سبباً في يومٍ من الأيام لأن يُسلم أحد العُمال أو الخدم على يديك ؟ هل تطوعت لعملِ خير ؟ هل نفعتَ أحداً بعلمكَ وشبابك؟

عندما نستحي من أستاذٍ في الجامعة لتصرفٍ ما أقدمنا عليه أو تقصيرٍ في مادة ,أو حَرجنا أمام والدينا حينما نُقابل جميلهم بالجحود بأيما تصرّفٍ صغير
أو حياءنا من صديق لموقفٍ صغير قد يحدث فنسارع بالإعتذار حرصاً على متانةِ علاقتنا من الصدع أو الإبتعاد !
فهل نحنُ على استحياءٍ من اقترافِ ذنوبنا أمام الله بشكل دائم ومستمر ؟ أم أننا نُخطئ وننسى !
ما مقدار الإيمانِ في قلوبنا ؟ ولماذا تنسلخُ أحاسيسنا من كثرة الذنوب وقد شهدت علينا أعمالنا وحواسنا ليوم عظيم لا نقدّرهُ حق تقديره ؟
من منا يُحاسبُ نفسه قبل ان ينام ؟
من منا يخشاه ؟ من منا تخيّل الكفن ووحشَة القبر ,ماذا لو كانت هذهِ آخر كلماتٍ لي وآخر قراءةٍ لكم هل نحنُ على استعدادٍ لأن تُرفع أعمالنا ونستلم
صحائفنا ؟
حينَ تُحاصرنا المنايا ألا نستحي أن نلجأ إلى الله وقد نسيناهُ في رخاءنا ؟
حين نعيْ نعمة الإسلامِ علينا كما ينبغي ,فعلينا أن توّج ذلك الوعيْ بالتوق لنعيمِ الجنّة , اممممم أتذكرُ يوماً تخيلتُ فيه جهنّم حينَ قرأتُ عنها بإستفاضة فحُرّم
عليّ النوم بإطمئنان خوفاً من ألا أستيقض من موتتي الصُغرى فأموت !
هل نحتمل نحنُ حرارةَ الشمس اليومية التي تلفحُ جباهنا بشكلٍ مُقيت ,هل بمقدورِ أحدنا أن يضع اصبعهُ في نار الكبريتِ الصغير ؟ كيفَ حين تُغمّس
أجسادنا بها إذا ً ! لازال في مقدورنا أن نجدد حبنا لله بالعمل وجهاد النفس على كل معصيةٍ نتعلّقُ بها ,حين نحدد الوِجهة بأننا نطمعُ للقاءِ رب السماوات
والأرض وما بينها سنتخطى تلك المعاصي وإن عظمتْ ,علّنا نموتُ على سجدة أو تلاوةٍ أو عمل خير ..
هل تمنيتَ يوماً كيفَ تكونُ ميتتك ؟ أخبرنا بأمنيتك هذهْ ..,
هل دعوتَ أن تُحشر مع من تُحب ؟ أخبرنا بأحبابك فلعلّنا نُشارككَ الأمنية ..
شاركنا هُنا بقلبكَ الإيماني المستنير فهذا الإيمان هو حقيقةُ قلوبنا وإن أخطأنا كثيراً فإن الله أرحمُ من الأم على أبناءها وكلنا طمعاً برضاه ورحمته ..

[ الحب ] بين النضج / والعاطفة ..!

[ الحب ] ذلك الحُلم الجميل الذي يعانق الأفئدة فتظل أسيرة لرسم ملامحهِ على مجمل الحياة دون توقف , أتحدث
هُنا عن الحب السليم ويختلف الأفراد في تصورة وتشكيلهِ ومعايشته ..

ينقسم الحب إلى قسمين رئيسيين : [ الحب العاطفي / الحب الناضج ] وهذهِ الأقسام ستكون محط الحديث ولب الفكرة في هذا الموضوع..

سأضع لمحات لكلٍ منهما حسبما قرأت قبل تشخيص الحالات بين المرضية السلبية والإيجابية وتأثيرها ..

[ الحب العاطفي ] هو حب التملك والتعلق بأحدهم بلا سبب وهو ما قد يُطلق عليه الحب الأعمى الذي لا نتمكن
من خلاله رؤية عيوب الآخر ويبقى هذا الحب متعلق بالخيال والأحلام كثيراً خصوصاً لدى المُراهقين !
يتخلله الشك كثيراً وعمره قصير قد ينتهي بالزواج أو يفشل قبل ذلك ..
من ناحية أُخرى ,
يقول الشيخ الشعراوي :[ أنت تحب أبنك ولو كان غير مجتهد,بعاطفتك
كذلك تحب ابن عدوك الذكى بعقلك ] وهُنا إشارة إلى فارق الحب والعاطفة في نظرتنا للآخرين على العموم !

[ الحب الناضج ]

هو من أصدق المشاعر الإنسانية وأكثرها جمالاً ووضوحاً واحتراماً وأقربها للنجاح ,النضوج في الحب يعني
أن يحب الشخص الآخر لذاته لا لأن الفتاة فقدت والدها فرأت في الآخر مفرّاً لأحزانها أو أن أحدهم تعرض لخيانة فيبحث عن البديل كنوع من الإنتقام أو الشعور بالإنكسار!

الحب الناضج لا يؤمن بالأنانية وهو يزيد مع الأيام ويستمر على اختلاف الظروف ..

تجربة الحب عاشها الكثير وعلى الأغلب فإن الشخص لا يقيم مشاعره أو يدرسها حينما يكون تحت وطأته
قد يقوّمها ويعي تفاصيلها حينما يصل إلى نهاية الطريق فيتأكد أن هذا الشعور الذي تحرك ناحية شخص ما لم يكن مدروساً إنما نتاج ضغطٍ ما تفجر باسم الحب !

قصص الحب التي تُختم بالفشل هل هي نتاج حب عاطفي بحت نعرفُ نهايته بمجرد السؤال عن ماهية البدايه ؟
أم أن الحب الناضج قد يتعرض للفشل كذلك ؟

هل صحيح أن الحب العاطفي ضمن اختصاص المراهقين في مراحل مبكرة من العمر وقلة الخبرة والتجارب وتقويم الأمور كما ينبغي , أم أن الكبار لهم نصيب كذلك من سيطرة تلك المشاعر الغير محسوبة ؟

كيف نقي أبناءنا من طيش الحب العابث حينما نرى ملامح المستحيل واضحة من بداية تعلقهم بأشخاصٍ تحول الظروف والبيئة دون زواجهم ؟

لماذا يفضل المحبين البقاء في بوتقة الأحلام الجميلة ويرفضون الإستماع للحقائق التي تساعدهم للهرب والتخلي عن حب مؤلم غير ناجح ؟

كيف ننظر للحب والتعلق الذي تكمن بدايته من خلف الشاشات وعبر الكلمات فقط / أو النظرة الأولى / أو ..... ؟
وهل يتصل أحياناً بالحب الناضج ؟

" دَعِ الأشيَاء تَتحدثُ عَنكْ " ..

يعبرونَ على جسرِ حياتِنا أولئكَ العُظماء الذينَ نعتقدُ حينَ نقابلُهم بأنهم بُسطاء جداً
من خلالِ حديثِهم إلينَا .
ثم لا نلبث أن نكتشفَ بأنهم ذو علمٍ واسع أو أن أسماؤهم ضمن لائحةِ المُنجزين
والمُبتكرين ولهم مكانتُهم الرّفيعة بينَ الناس .
أقعُ في مثلِ هذهِ الصُدف وأعيشُ واقعياً مع بعضهم ,شخص يحمل اسم بروفيسور
قبلَ أن يُذكر اسمه , لا يتردد في الحديثِ عن وضعهِ المادي قديماً وعن كفاحه
لينال لقمةَ عيشٍ لا أكثر لا يترددُ في التحدثِ عن طفولته وبيئته وقريته القديمة أمام
جمعٍ من الناس لا يكادون يعرفونَ أن ذلك الرجل هو صاحب ذلك العلم أو تلكَ
الأموالِ الطائلة وهو ذلك الدكتور في المقعد الجامعي صاحب التخصص النادر .

كثيراً ما يلجمني هذا الكم من التواضع في عقولهم المُترفة بالعلمِ والثقافة ,حد أنني
لم أعد أصدق بأن كل البُسطاء , بسطاءٌ في حقيقتهم فقد يكون خلف قناعهم البسيط
حقيقةً عظيمة نُبصرها بفعالهم لا بحديثهم .

في الضفةِ الأخرى نجد من يتَحدثونَ عن أنفسهم حدّ أننا نعتقدُ بعظَمتهم ونفوذِهم ولا
نجدُ في مساحتهِم سوى الفَراغ وبضعُ أعمالٍ تبخرت من كثرةِ حديثهم عنها .

فما تأثيرُ أولئك العمالقةِ على حياتنا ,هل نتشارك الأُمنية في أن نقومَ بأعمالٍ عظيمة نُنجزها
فَتتحدثُ هي عنّا في الوقتِ الذي لا نفقد فيه حلاوة بساطتنا في داخلنا فنصبح
بتلكَ الصورِ المُشرّفة .!

- حديثٌ دارَ بيني وَبيني وثمةَ مُلهمين عُظماء لهذهِ الفكرة الصغيرة 
أشخاصٌ أتلمسُ عقولهم الجبارة داخل أرواحهم الجميلة ببساطتهم  .

الأربعاء، 20 أبريل 2011

جوريّةٌ ضَحكَى / تنتحرُ!

أيا حزناً ينادي العقل من سُكرٍ لا يبارحنا
يباغت نومنا حتى نظن أن الموت
على أعتاب سُكنانا سينتظرُ!
أيا حزناً ألا تُبصر ألا تشتم خيبات تُؤرقنا
تقتلنا تَحُول دون أعمار الجوريّة الضحكى
فتجعلها بأدمعِ الأموات تحتضرُ !

لكِ الله أوطاناً لم تجملها المنابرُ الصماء فلا
غنّاء جنتُها ولا رقصٌ ولا خُطىً ستنتصرُ !
لكِ الله أوجاعاً في مغباتِ الثرى تُسيّرها
جموعُ الدهشةِ الحيرى فتدنو
من أعاليها ببطشِ الذُلِّ تنقهرُ!

أيا عُمراً يسيرُ وحيداً
على طرقاتِ الوحشةِ السوداءِ
لا انسٌ ولا جنٌ ولا شجرُ!
أيا حُلماً خانتُه أقلامي ,
لم تُبصرهُ أيّامي ,
خابت مساعي الخُطى كُلها
وبقيتُ على جثثِ الماضي أُمارس
هوايّة المُختل بلا أرضٍ ولا صحبٍ ولا أم ولا أب!
فبتُ أُداري كذبتي الحمقاء خلفَ ملامحِ القمرِ!

أُغني قصتي طرباً
على أنغامِ الأكاذيبِ وأنشدُ عزتي زوراً
وأفخرُ بقوّتي عمداً كي لا يلين قلبي فأنكسرُ!
تَعِبَتْ مآقي الليل في مجاراتي
وأَفصَحتْ لي عن مُهلةٍ قصوى
سأموتُ بعدها وحديثُ الغُربة الذي في داخلي سينتشرُ!

ستُخبر من حولي بأني طفلةٌ تاهت منذُ أن خُلِقَت
لا ترجو من الناسِ الصبابة واكتفت بضياعها
كي تُغنيهِ تُدندنهُ على تفاصيلِ دُنياها
وحينَ تعتزم الرحيل ستمضي صوبَ الواقعِ المكلوم
تودّعهُ وتزرعُ وردةً بيضاءَ على خاصرتهِ
وتطبعُ القُبلَ الحرّى على وجنتيهِ
وترسمُ امتنان الدهرَ على جبينهِ
وتولّي عنهُ الأدبار / وتنتحرُ !




19 / 4

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

يَالأماني ..!

يالأماني
اسألي هالطيف عني في رحابه
كيف احكي له همومي
و أحلامي
الكبيرة!

كيف أهدي له شجوني
يا عذابه
واسدل استار شِعري
مع حنينه!

يالأماني
وش قيّض أعمار السنين
وسجل أوقات الحنين
ودق بابه!

جرحي مو توّه صغير
حتى يتجدد
عذابه!

جرحي قصة عمر كامل
ينحكى به!

جرحي من أول يعاني
وانا أكابر وابتسم
جرحي من أول ينوح
حيل جرحي مِنحرم
وآتجاهل
طِعنته
وأبتسم!

لأننا لازم نعيش بوجه
ثاني
ونسلّم الذكرى الحزينة
لوقت ماضي!
ونحتفل بألف كذبة سعيدة
في دقيقة!


ونطلب الله يعين في لحظة
سجود / خلسة عن
أعين عباده!


الأحد، 27 مارس 2011

.. أبوابُ الرّزايَا ..

يا جدتي

لا لم تنم في مقلتي غير الدقائقَ والمُنى
لم ألمح الأحلام يوماً في نوافذِ غرفتي
أو خلف أبواب الرّبيع أو في الدُجى
أنا كالطفلِ يغمرني يبابٌ تسابقني الخُطى

يا جدتي

ماكانَ في عمري ضبابٌ أو تناهيدُ الورى
ماكانَ في حلمي حرامٌ أو أكاذيب تُفترى
منذُ أن فارقتني عُزلتي وأنا أموتُ وعلى
شفاهي السُكّرا

يا جدتي
كم من نزعةٍ للخوفِ في قلبي تؤرقني
منامي تذعرا
كل الحكايا الراحلاتِ زائفاتٌ منها الصدى
لا يُبتغى !!







أنا في ضميري ألف أغنية تنامُ
وعن الغناءِ تعتذر ..
أنا في شفاهي أحاديثُ ملحٍ
على اليراعِ تعتصر ..
أنا في عينيَ اليُمنى ترقدُ الحسراتُ
أياماً طوالاً تندثر ..
وفي اليُسرى يتلصصون على ما جرى
من بينِ أيامٍ أُخَرْ ..
العبء في صدري ثقيلٌ يا جدتي ..

.. يا جدتي ..
دعي عنكِ غزل الصوف
فالشتاءُ قد رحل ..
واكتبي على شاطئ الأزمانِ
أيامي بحبات الرمل ..
وانسجي من ذلك السحاب قطرة
سوداءَ من رحمِ الوحل!
كفني حفيدتك فلم تزدكِ إلا
وجعاً لا يُحتمل!
وادفنيها في غياهبِ صمتُك
لا تخبري عنها أحداً
لا الرسائلَ
لا الدفاترَ
لا اليراعَ
ولا الألم!






أنا يا جدتي في عيدِ ميلادي
أشاطرُ الدنيا
رغيفي!

ألعب في حارتنا العتيقة
وكأنها جناتُ
عدنِ!

لا أعرفُ في بلدتي إلا أبوابُ الرزايا
ومقاهي السُكارى..
أتنصلُ من نشر الغسيلِ كل صباح
على حبال الموت!
وألهو بأسماءِ الطيور , هذا بلبلٌ
وتلكَ الكناري وهذهِ أسرابُ الغربان
لا يحلو لها التحليق إلا عند نافذتي..

نافذتي تلك غير آمنة فهي بلا زجاج
تتسربُ منها الأحلام
لا تعود !
لا تعود !
لا تعود !

السبت، 12 مارس 2011

حَكَمـَ القَضَاءْ .. ×




بين وريقاتٍ خريفيةٍ ذابلة أسقطتها السنين العِجافْ ,كانَ لِمحابِرنا لِقاءٌ غيرُ مُعلن مَعَ الراحلينْ حَيثُ كُنا نَلْتقيهم هُناك حيثُ الصباحات ,والأوراق وقهوتي المَجنونة التي سئمتني ولا زلتُ أحبها ..
تسللتْ إحدى تلك الأوراق لأناملي لِتُبصر عيني ما جاء بها من أن القضاءْ حكمَ بالعيش الطويل على التُعساءْ ,كشيءٍ من التحدي تُسقطهُ على قلوبنا الصغيرة ..
خيبتها في صمودٍ تجسدناهُ رغم الكمد الذي نحتَ علينا قصة مكوثهِ على عروشنا ,
نعم ..كانَ شيءٌ ما في الداخل يُنادي بالثبات ,لربما كانت الأرواح المؤمنة مسلّمةً لرب العالمين فتمهلها ذلك الجلَدْ ..
خيبتها في دمعةٍ لا تُطل البقاء على أحداقنا لأنها تشبعتْ من إطلالةِ الخيباتِ على شُرفاتها ..,
كان لي موعدٌ مع القاضي الذي تسلل هو الآخر عبر أوراقي ليمتثل أمامي بقوته وعِظمِ بطشتهِ مُحملاً بعثراتِ عشرين خريف تسلقتْ أيامي منذُ طفولتي سلبتني من أحضانِ أمي لترمي بيْ على قارعةِ طريق موشومٌ بِأديم أسود في نهايتهِ ,همس ذلك القاضي في أذني أن سيري أيتها الصغيرة فقد حكمتُ عليكِ بالسيرِ هُنا بين دياجير الطُرقات طالما عبثتِ بعنجهية بتلك الأوراق ,طالما أقسمتِ أن تكوني ( فتاة مدللة ) بعقليةِ رجل مكافحٍ كأبيها ,طالما رسمتِ لنفسكِ فلسفةً مروريةً تعبرين بها الدنيا مُختلفةً بها عن الآخرين ,طالما تصنعتِ القوة وأنتِ لا طاقة لك بكل ذلك ,سأعطيكِ درساً يُغيّر لكِ مسير فكركْ المعوّج ,لتكوني أنثى كباقي النساء ,فقط أعلني لي استسلامك لأحفظ لكِ ما تبقى من أيامك وأحلامك وهدوءك وحجرتك وقلمك الصغير ,دون أن تعبثي مرّة أُخرى بأيٍّ من الأوراقِ الماضية ,التي عصفتْ بها نوافذ الراحلينْ ,
ابتسمتُ وقلتُ : حسناً يا سيدي فالظلامُ إلهامُ الأقوياء وانطلاقةُ الشُرفاء ومستقرّ العقلاء أمهلني يا سيدي فقط ما تبقى من عمري ناقصاً عشرون عاماً لأُكمل المسير بفلسفتي المرورية التي أُريد ,وستجدني عند ذلك الأديم في نهاية الطريق
أُعلنُ لك وصولي وانتصاري ,حتماً ستلقاني هُناك ولو بأشلاءِ فتاة ماتتْ بفلسفةِ السير المغايرة تلك ..
فصعود الروح متشابهٌ بين البشر ,لكننا نحنُ من نختار الطريق نحو ذلك الصعود ..


× رُفعَتِ الجَلْسَة ×

وَ

× حَكَمـَ القَضاءْ ×

الخميس، 10 مارس 2011

( علاقات الإنترنت ) ..

والمقصود فيها حب البنت للشاب والعكس , هذا الموضوع صار أوسع من الظاهره في
نظري , لأني وين ما ألتفت ألاقي هالبنت لها علاقة بشخصٍ ما بالنت ...
بالبداية ومن وجهة نظر شخصية لا يمكن يكون عندي إيمان بحب فيه حواجز وخفاء عن
الناس , لأن الحب إذا كان متخبي معناه في شي خطأ وما نحب الناس يطلعون عليه ..
فهذا يفقد الحب نكهته ودليل على انه خطأ وناقص ولا يُمكن يكمل هذا في حال كان
صادق وحقيقي من الطرفين , وهذا نادر بعد ..
الكثير يعتبر علاقة النت جزء من الإنفتاح اللي يؤمن فيه الكثير بحجة انه يختار اللي
يحبه بنفسه وبعيد عن الطُرق التقليدية بحكم اننا مجتمع مُحافظ ومافيه اختلاط ..
لكن الطُرق التقليدية أخطاءها أهون ألف مره من الضياع في مجال واسع مثل النت
خصوصاً البنت اللي ماراح تلاقي ولا عذر واحد يشفع لها بمجتمعها , وبيسبب لها ألم
كبير ولا يُمكن تتخطى هالمرحلة بسهولة في حال صحت قبل الوقت الضايع ..
رؤيتنا للحب تختلف من شخص لشخص , لكن من غير المنطق اننا ننجذب لشخص عن
طريق ما يكتب وبس!
الكتابة جزء خفي بالشخص يمكن محد يطلع عليه إلا قرّاءه , وطالما كان جزء خفي فمعناه
انه وقت ما يحتاج يكتب / يكتب عن شي مكنون موقادر يعبر عنه ..
وهذا ما يعني اننا وصلنا لشخصيته وحبيناه وخلاص , لا ..
مؤمنة جداً بتوافق الأفكار / بإعجاب الفكر للفكر , وتبقى حكاية أفكار وانسجام فكري
لا يتعدى الحدود الشخصية وبناء علاقة عظيمة مثل الحب على اساس يوقف عند كلمة
مكتوبه !!

أعرف أشخاص بالواقع يتمتعون بذائقة أدبية عالية جداً لكن شخصيتهم لا تُطاق في
الواقع وغير قادرين على مسايرة الحياة بنجاح , واللي يقراهم بالنت يقول أوووف
وش هالشي الخطير بينما حياتهم تعكس سلبيتهم الحقيقية واللي اشوفها
بعيني محد يحكي لي عنها ..

هالشي يزيدني إيمان بأن مو كل شخص يعجبني فكره يكون هو الشخص المُناسب
لعلاقة حب !!

وفرضاً فكرنا بهالشي , وين حدودنا بتكون ؟ زواج ؟ مستحيل!
لعدة أسباب أولها ثقتي بأن الرجال في مجتمعي ما يقبلون يرتبطون ارتباط حقيقي
عن طريق الإنترنت وأنا معاهم , لكن البعض من البنات يعتقد انها كسر للحواجز وتبدأ
الأحلام وقتها بإن احنا غير واحنا راح نوصل ,,
لكن في كل مره أشوف فيها حالة حب ضاربة بالسما , تنتهي بالخيبة والحسرة ..
إما لإكتشاف خداع طرف في الموضوع , أو اثنينهم صادقين لكن الظروف منعت ارتباطهم
لأن الأساس " غير مُعترف فيه " !!

الأربعاء، 9 مارس 2011

لستُ أدري !


لستُ أدري
لستُ أدري كيف أهذي
كيف أبكي كيف ينصاع
لقلبي أنيني وهمي !

لستُ أدري
أي حلمٍ ذاك يؤذيني
إلى الوحشةِ يأويني
يوهمني بالسعادة
وبفاجعة الأمسِ
يكويني !

يا حنيني
مزق حناجر الأيام
فيني !

ابعث في عيني
شمساً لا تضنيني
يا سنيني
اعبري أطيافَ عمري
وانقذيني !

يا نداءاتي العقيمة
أخرجي مني ظَلالي
وامنحيني يدُ الحقيقة !

اشعلي في داخلي عمراً
لا يُبالي لا يُنادي
لا يموتُ ألفاً في
دقيقة !

الجمعة، 4 مارس 2011

موجودةٌ أنا في قلبِ " الغياب " !





الغيابُ في قلبِ الحضور طعنةٌ أولى أتلقاها في ظهرِ الغيبِ وفي وجهه , كُلما عزمتُ على
شدِ الرحالِ عنه وافاني مقعدي أينما جلست !
يالقُبحك حين تُقابلني , تُصافحني , تُحييني , تشتاقني بخبث وتحتضنني بطعنةٍ جديدة
أرتقبها كل مرّه ..
مَجلسُ صداقتكَ العفن لَم أحبهُ يوماً ولم أتمناه ولم أكن لأركنَ إلى أيّ من ملامِح زواياه
أو أبوابهِ الكثيرة التي تُخرجنا منه ولا تُعيدنا إلا إليه !
رافقتني أيها الغيابِ كثيراً حتى نسيتني !

كيفَ هو حالي يا تُرى , هل انزاحت الطفولة من عيني أم لا زالت تسكنني بغباء ؟
وفرحة الأشقياء تلك , هل تتذكرُ شفاهي أم رحلت عنها دونَ عودة !

من أنت ومن أين أتيت ولماذا لا تُبارح هذا المكانَ في حياتي , لم أعرف منكَ إلا اسمك
وحزنك , وموت الأشياء الجميله بينَ يديك ..

من حملكَ إليّ وألقى بكَ في طريقي ؟ ألا تدري بأن طريقي طويل لا يحتمل مسير
اثنين على ضفافهِ المتهالكة ..

ماذا أحببتَ في نفسي حتى تقبعَ بها ؟ هل نتشاركُ الألم والملامحَ الباردة التي تموت
ببطء وهي تبتسم !

دعنا من كل هذا وأخبرني |
منذُ متى كان لأحلامِ الصبيان منافذَ في قلوبهم حينما يكبرون ؟ لا تعلم لأنك تغتصبُ
الأحلام في مهدها وتعلّقها مع جثثِ الراحلينَ على أبواب القيامة دونَ أن تنتهي ساعة
أيامهم ..


ماذا لو أطلقتَ العنان لنفسكَ بالذهاب نحوَ منفى بعيد لعلنا نبيت ليلة اللُقيا بدون اسمك
وظلك , دون أن نخافك , نستشعرُك في حقائب السفر , في أدراجِ الذكريات ..

انصرِف بطريقةٍ لا نجدكَ فيها , أدفن نفسكَ في مقبرة الآلام وغيّب عننا الأسقام والضياع
غيّب الوجعَ عن قلبي وانتهك حُرمة الحديثِ بالصمت ودعِ الأشياء تُغني من حولي بدونك ..

يا سيّد المقابرِ يا أنت لا تَدفن يديّ في وحلك ودعني أكتب , أهذي , أصرخُ بلسانٍ صامت
لا يُسمع في حضورك ..

أعد إليّ من أخذتهم وخُذ مني وجودك , سأنتعلُ الخيباتَ بعيداً عن أرضك فأنا ولدت كي
أبحث عن وطن , وحينما وجدته لم آخذ من عينيه إلا الغُربة ..

ما حالُ الغُربة في وجودك , ماذا تبقى مني كي أجمعني وأنتشلُ قلبي من بعضي وأعطيك
كُل شيءٍ لي عداه , فالراحلين لم يعد لهم مقاعدَ من حولي , إلا في قلبي الذي لا يعرفُ
في الدُنيا إلا أنت | وهم !

لم أكن أتمنى رحيلهم ولم أتمنى بقاءك , سكنتني دون رغبة مني وأختلستَ العُمر من
عيني ومضى من مضى ولا زلتَ تتربعُ على حوافِ روحي العالقة في فضاءٍ ما لا أعلمُ
أين ..


يا أنت أغرُب عن حماقاتي التي اتلوها كل صباح , فأنا ثملة بكلُ الأشياء الزائلة ولا أكره فيك
أكثر من بقاءك وعمرك الطويل الذي لا يموت سريعاً ..

لا يموت !

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

الصديق اللي يبيع وداعتك !
























الصديق اللي يبيع وداعتك
لحظة غضب
تحرقك ناره غصب
يشتعل في داخلك ألف شعله
من تناهيد القهر
ومن كثر مالجور يقتل
في حناياك بتحس
أن ما باقي سعه
لكلمة عتب !

يا تفاصيل الوجع
وش بقى في داخلي
ما تكسر ما تهشم
كنت أخضر كنت يانع ..
صرت يابس
و انكسرت !

صاحبي خان الوداعه
وبكل بساطه انسحب
وبعد ساعه
طوّق قليبه حزن
قام يسألني يقول:
يا صاحبي ليه الزعل
لا تضيق
وحنا عِشرة
من بداية هالطريق
ما درى في حجم ذنبه
أنه أكبر من طويق
يا الذهول ..!

آه من بعض الصداقه
وآه من بعض الصدق
يا كثر مالعثمونا ..,
ومكثره هالضيم فينا
بس من ضِيقه .. نطق !

الأحد، 13 فبراير 2011

[ نصٌّ ] لَمْ يُعنوَنْ ..,


بداياتٌ مُتعثرة تسكُن الأيديْ الهزيلةَ حينَ تُحاول المساس بِ صندوق الأفكار البالية ,معَ الوقتْ تقوى تلكَ الأيديْ لِ تُمارس العبث بقوةٍ تحتَ تأثير الضعف الذي اعتراها مُسبقا ً ..!
كثيرةٌ هيَ تلكَ البداياتْ الهزيلة التي تصنعُ القوةَ والجبروت فيما بعد ..
مسألةُ وقتْ ليسَ إلا ..!
لا يؤمنُ بها الكثيرون, ربما كانَ لِ محدوديةِ تفكيرهم وعدم قدرتهم على تصوّر ذلك الإنقلاب الحاصل من الوهنِ والضعفْ إلى القوةِ والسطوة ..,

لكن الحقيقةَ المنطقيةَ تقول بِ أن القوة يصنعها ويُغذيها الضعفُ الكامنُ في الأشياء المُهْمَلة, فهيَ الأشدُّ فتكا ً من القوةَ التي نشأت على أساسٍ قويّ..

بعضُ المسرحيات التي تُقام على مسرحِ الواقع تجعلُنا نؤمنْ بِ أن الضعف يصنع المُعجزات وأعظمُ الإنتصارات,فالبركان
حينَ ينفجر يُخلّفُ وراءه أرضا ً خصبةً لِ الرزاعة رغم الدمار الذي يتبعهُ حين انفجارهِ على ما حوله ..!

اممم قد ينتابنا القلق حيال التفكير بِ هذا الأمر ,لكني أجدها حقيقةً لا خلاص منها ..!
فالنحذر الأشياء المُتهالكةِ من حولنا ولنحذرِ الضُعفاء فأولئكَ قنبلةٌ موقوتة ,تنفجرُ دون إنذارٍ مسبق ..

( حُلمٌ عَلى عَتبَاتْ الوَرقْ )


مرّتْ الأيام مرَّ السحابْ .. وخلال تلكَ الأيَّامْ كنتُ كثيراً مَا أجمعُ أوراقي لِأكتبَ على رأسِ الصفحة حُلمي الذي طالما حَلمتُ بِهْ ,
وفي ذيلِ الصفحة أنحتُ حروفَ اسمي ..
كنتُ أُدرِكُ حيْنَها ذلكَ البُعْد بَينيْ وبينَ حُلمي ,مِنْ خلالِ المسافةِ التيْ كانتْ على ورقتي تلكْ مابينَ اسمي وحُلميْ ..
رَفَعتُ رأسيْ .. التَفتُّ يَمنةً ويَسرة لأتأملَ الأرضْ فرأيتُ عِمارةً في كُلِّ مكان .. عِلمٌ وتطوّر ..اقتصادٌ ينمو .. وتجارةٌ تزدهرْ ..
أرضٌ خضراءْ ,فيها نَزْرعْ وعليها نَصْنَعْ .. أحببتُ تِلكَ العقُولْ .. تُفكّرْ وتُحلّلْ ..
فَشهِدتُ بِذلكَ أرواح تسْمو لِتُعانقَ بَريقَ النجاحِ والتميّز ..فأدركتُ حينها
بأنّ أيدينا هيَ وحدها مَنْ تغرس الأملْ لغدٍ مُشرقْ يَحيى بِالتعاونِ والعَملِ الجماعيّ , وأدرَكتُ أنَّ حُلميْ بِلا حدودْ ..
وأهدافيْ كثيْرة .. لكنيْ مُقيّدةً في مكانيْ ..
لمْ أفعلْ شيئاً لِوطنيْ ولكنيْ منذُ هذهِ اللحظة لَنْ أقبلَ بلقيودْ
سأمضيْ واثقةُ الخُطى صانعةً بِالعزم .. واضعةً قدميْ عَلى أوّلِ الطريقْ بالإيمانْ .. بالإصرار .. بِالطموح ..بالأهدافِ الواضحة ..
وسلاحيْ أعظمُ قوةٍ في العالَمْ .. قوةُ الفكرْ ,وعمقُ النَظرَة ,فلقدْ آنَ الأوان لِأفكرْ ولأرسمَ طريْقي لأحققَ الرؤية ..
فّزمنُ الإبداعِ أعْلنَ الحُلولْ ,

وحان أنْ أرفعَ اسمي بِحُلمي لأجعلَ لِحياتيْ مَعنى .. أفْخَرُ بهِ ما حِييتْ ..





وكانَتْ هذهِ مشاعِريْ حِينَ تَخرّجيْ مِنَ الثانويةِ العامّة ..

تَفاصِيلْ | ,

الأبجدياتُ هيَ إحدى الأساطيرُ التي تسجلها السطور لتبقى على هاماتِ الذاكرة مُعلقةً على أعتابِ حكاياتِنا الخالدة ,تُسجلُ في كل خطةِ شبرٍ لها شيءٌ مِنّا ,ترفل بأعماقنا عبَثاً لِتغذي فضولها ,تُلقي بنا عبر شُرفات الزمن المتراكمِ بالتفاصيل ..
حينما يَقوى الحرفُ على الذَاتْ وينثر على طيّاتِ دفاترنا كل شيء , كلُّ شيءٍ على الإطلاق ذكرياتٌ خالطتها العثرات والضحكاتُ والنكاتْ ..
همساتٌ تأرجحتْ بين طموحٍ وألم , سقطاتٌ وابتسامة هكذا صنعتنا التفاصيلْ ,وهكذا كُنا نُمسك بخيط ٍ معلق في الهواء لا قاعدةً نصلُ إليها من خلاله ولا ثباتٌ يجعلنا نصعدُ بهِ لنصلَ إلى الأعلى ..

[ هكذا صَنعتْنا التَفاصِيلْ ] ..,

حينَما تشي بنا أعينْنا نُدرك بأنَّ الخلاصَ أحجيةً لم تُرسم النهاية لها بشكلٍ مُحبْك فتعاود تلك التفاصيل لتصنعنا ..
تَفاصِيلْ , تَفاصِيلْ , تَفاصِيلْ ..,
مملةٌ تلك تَفاصِيلْ رُغم جمالها أحياناً ودفئِها أحياناً موشّحةٌ بِالبياضِ هيَ لكنها عنيدةٌ مقيتهْ حينَ نُطالبها بِالرحيل بعيداً عنّا ,للوهلة الأولى أجدها تتسيّد المسرح لتجبرنا على أن نصطف إلى جانب الحضور في الأسفل ورغماً عن كلِّ الحضور تظلُّ هُناك ترفعُ الستار لتمثَل دور التَفاصِيلْ وتجعلنا في نهايةِ المطاف أبجدية عابرة تتغذى علينا فتصنعنا مرةً أُخرى ..,

نحنُ بِبساطة رُكامٌ زمني تَصنعهُ تلكَ التَفاصِيلْ ..



أرجع وخل نرحل سوى !

كنت مدري كنت منسي
كنت أرضى بالعنا
كنت أحكي وكنت أبكي
لجل أقول اني هنا .

كنت اظن العمر فرحه
وسط قلبي ممكنه
كنت احس إني طفل
لازم يحقق مطلبه

كنت أغني وارتمي
داخل بساتين الربيع
وانشد الأيام عني
وما ألاقي أجوبه
كنت أظن الحظ أبكم
وأنا أرسم مبسمه

كنت أظن أنه ينام
وأنا أراقب نجمته
كنت أدور أي طريقه
ودي اوصل عالمه
كنت أدعي بالليالي
إني ألمح خطوته

مادريت بأن حظي
للأسف ما انولد !

لسى باقي فبطن أمه
يحلم يدور موطنه
راح وتغرب وابتعد
لآخر حدود الأمكنه

لين مات وصار منسي
قبل فرحي يسكنه
وتاه إحساسي وكبرت
ليه ضاع وضاع عمري
وأنا أدور طلته

يا حـ ـ ـ ـ ـظ !

أنا توني عرفتك
إنك ضحية مولدي
واني تخطيت الزمان
لجل أوصل لك وأقول :



إن كان لك باقي كفن
أرجع وخل نرحل سوى .

صهوة خيـال ..!


كل شي يذكرنا بزمان
أوراقنا المتناثرة
صور ترسمها الرمال
السما كانت صفا
والنجم يعانقها بحنان
وحنا على اطرافهم
نسهى ونحلم
وشو يعني كنا نحلم!
يعني نرسل للأماني
كم إشارة
تتبعها مشاوير الخيال


الزمن لا ما تغيّر
رغم كل التجاعيد بسنينه
رغم ضيمه
وبرغم كل الجراح
لازال يحكي
عن تفاصيل ٍ أليمة
تسكن بوسطه ويئن!


الشعور صعب المَنال
وحنا نتشرّد بتأشيرة حزن
تطربنا مواويل السهر
والحكي مع الدفاتر
والمطر
ترحل بعيد
وتترك الأوطان تنعس
وحنا نبقى
نمتطي صهوة خيال!

الخميس، 10 فبراير 2011

دائرةٌ سودَاء ..!


عندما تشيعُ فاحشة الوجع , يُصبح للموتِ ملامحٌ أُخرى لا تُشابهها بشاعة, تتلبسُ قلائدَ الثباتِ على الحناجرِ فنكونُ في مشنقةٍ يُديرها الوقت ليسَ إلا " بلا حراك "!

دائماً كنتُ أعتقد بأن لذاكرةِ الأسى ثُقبٌ نحصلُ عليهِ كلما احتجنا لتفريغِ مُحيطها استعداداً لإستقبالِ ألمٍ جديد , لكني اكتشفتُ بأنها لا تُمحى ولا تُدسّ بشكلٍ آمن , بل تؤجلُ في آخر الصفوفِ لتظهرَ دفعةٌ واحدة عندَ أيّ طارئٍ يزيدُ من حملها فيبثُ بها الحياة لتعيدنا إليها مسلوبي الإرادة وحريّة الهربِ والتجاهل !

علمتني الحياة أن أمضي في طريقي دونما التفاتةٍ إلى مُغرياتٍ وهميّةٍ لا تُلامسُ يدي بشكلٍ حسي كافي لتشعرني بالأمان , ولأن السعادة شعورٌ مُفاجئ لا يضمنهُ وقت أو زمن , كانت تندرجُ ضمناً في لائحةِ الوهم لأنهُ قصير ولا يكتمل إلا لمن أجادَ فنّ العيشِ تحتَ ظلالِ الكذبِ الأبيض الذي يصوّر لنا الدنيا أكثرَ بهاءً ونضارة حتى يخالها جنّة , يالها من خُدعةٍ تنطلي على من يعتقدُ بجمالها وحسنها !


أتذكرُ أنني كنتُ أصمت في حالِ سقوطِ فاجعةٍ تُنبؤني باغتصاب النورِ من عيني , وأتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ أتوسّل إلى يدي لتكفَّ عن الإرتجاف لعلّي أجمعُ اشلائي بها وأتوسد أيّ شيءٍ على الأرض لأنام ..

في كلِ مرةٍ كان يخذلني بها البرد ويُربكني أكثرَ أمام وجعي وحماقة شعوري بأن ثمةَ صخرة حطت على صدري لا تُمكنني من التنفس !

أنا لا أتحدثَ عن الموتِ كثيراً يا سادة إلا لأنهُ يتبعني كظلٍ عاصي يأبى تحريرَ الجسدِ الذي يخنقهُ بالسيرِ معه ..

كثيراً ما كنتُ أحاول ابتكار طريقة تُخلصني من ذلك الظل النتن , ونجحتُ في ذلكَ بمرتبةِ الشرف شريطةً ألا أرى النورَ ابداً , هكذا يموتُ الموت في ظلي وأموتُ في داخلي معه !





10 / 2 .

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

حكايةُ وَطنْ وَ 22 شَمعَةْ /,



إنَّ مِنْ أَجملِ الحَكايَا التيْ تَقصّها عليّ أُميْ .. هيَ تِلكَ التيْ تَصفنيْ بِها وأنَا بينَ أحشاءِها ,في دفءِ خاصرتِها التِيْ
علّمَتنيْ أَنَّ الوَطنَ لَمْ يكُنْ سِوى بِداخلِها , لَمْ نتحرّرَ منهُ إلا إلى غياهِبِ الغُربة الموجعة .. عندَما حكمتْ علينَا السَّماءْ أنْ
نقْبَع في حنيْنٍ لا يُجديْ لأنْ يُعيدنا أجنّةً داخِلَ أجسادٍ حانيَة تَحمينا منَ الألمِ والوَهنْ ,أوطانٌ لا تعترفُ بضرائبِ العَطاء
وبحساباتِ الحُبِّ والإشتيَاقْ والمُعاملاتِ الإنسانيّة التي نَعرفها فيْ أوطاننَا العَقيمة ..

هوَ وحدهُ ذلكَ الوَطنْ منْ يقاومْ الشُهوْر والأُوجاعْ ليُحافِظَ على مَلائكيْتنَا البيْضاءَ النقيّة /,

بِالأمسْ احْتَضنتنيْ أُميْ فيْ ذِكرَى مَوْلِديْ الثْانِيْ والعِشْرينْ ,لِتَحتفِلَ بِلحظَاتِ الألمْ التيْ نَزعتْنيْ عَنْ روحِها لِأكونَ فَتاتها
المُدلّلة ..

لَمْ تَكنْ لِتعلمْ أَنَّ أُمنيتيْ لَم تتعدّى يوماً بَقائِيْ بِداخِلها .. لَم تكُن لِتعلمْ أننيْ لَمْ أفرَحْ يوماً بِمثلِ فَرَحيْ بِكونها أُمي
دونَ غيْرها مِنْ جَميلاتِ الدُنيا ..

لَم تَكُنْ لِتعلَم أنّنيْ حتى اللحظة تَجتاحُني غِيرةُ الأطفالْ حينما يحْتَضنْها أخيْ الصَّغيْر .. وَكأنْها مُلْكيْ وَ وطنِيْ وَمحط
نَبضاتيْ ,وكأنْها ليْ وحدِيْ ..

× وحتى اللحظَة ×

لَمْ أكنْ لِأجتازَ غيْرتِيْ تِلكْ .. يااااه يا أُميْ ما أَشهى دِفْئك .. وما أوفَى صَداقتِك .. وما أعظَم صبركِ وعطاءِك /,

× يَا أُمـ ـ ـ يْ ×

يَا وَطنيْ العَظيمْ الذيْ لَم ألمحْ العَدلَ والعَطاءَ إلا بهِ وَمعهْ .. يَا وِجهةَ رَسائليْ الثَميْنة ومَخبأَ أُمْنيَاتِيْ النقيّة وَموطنَ
اهتِمامَاتِيْ الأولَى وَ الأخِيرَه /,



لا تَحتَفِليْ بمولِديْ فَهوَ انشقاقٌ عَنْ وَطنيْ عَظيمـْ .. واغترابٌ إلى وحْدَتيْ أليمـ /,

× فقـ ـ ـ ط ×

أَعيديْنيْ إليــكِ ..
15 / 4

لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي !

حينَما تَكونُ الأبجديّةُ وَبالاً على أقْلامِنا وَحناجِرنَا وَحدودَ أوطانِنَا الرّماديّة , تُغلَقُ شُرفاتُ الأَملْ إلى حينِ عَودةِ
النوْر منْ كوخِ العَدمْ موؤودٌ بمشنقةِ الخوْف وَقد تجرّعَ كؤوسَ العَلقمِ حدَّ ثمالةِ الأطراف وتَثاقُلِ الخُطى العاثِرة فِيْ
طريقٍ مؤدي إلى المَوتِ فَقطْ ..


هكذا ظلَامٌ وَبؤسْ لا تَشهدُهُ إلا ساحاتُ الإعدامِ أو غرفُ العنايةِ المُركزة أو أروقةِ المصحّة النفسيّة
أو كوابيسِ الأطفَالْ التِيْ قلّما تَكذِبْ ,أو في مُذكّراتِ المُراهقينْ ذَويْ الأحَاسِيسِ المُفرطة ..


قليلاً ما يَحضرُ الأَمَانْ فِيْ دَيَاجِير حَكايَا الوِحدة وَغربةُ الوَطنْ وَضياعُ الحقائِق وتَكدّس الخَيْباتِ فيْ أَوْرِدَتنَا
واخْتِنَاقُ المُوسيْقى بينَ أُذنيْنَا بشَكلٍ صاخِبْ يُفقِدنا لذّةَ الإستِمَاعِ إليهَا ..


هذهِ حَياتُنا .. سلّةُ مُهْمَلاتٍ تَناوَلتْها سوَاعدُ القَدرْ لتقْذِفنا بِداخِلِها دوْنَما بِطاقاتِ دعوٍةٍ تُمكننا مِنْ رفضِهَا إنْ أَبيْنا
أو للإتْيَانِ بِفرصٍ أُخرى لِلبحثِ عَنْ سلالٍ مِنْ طِرازٍ ليْسَ بِالفَاخِرِ وَإنّمَا أقلَّ خيْبَةٍ مِنْ تِلكْ ,فَمُعطَيَاتُ الحيَاةِ قَابلَتْ
مُجمَل تَعاسَاتِنا بِمساحةِ احتِضَانٍ أشبهَ ما تَكونُ بِالسحِرْ ..


وحدَهَا مَنْ تَكفلُ لنا العَيشَ بإطمِئنانٍ وَحُب ,هيَ هُناك حيثُ نُقطةِ البدء التِيْ تَوجَهْنَا مِنْها نَحوَ خَيْباتِنا العَظيمَة
لنَعودَ إليهَا نَتشافى من جراحِ سِنيْن خلالَ وقتٍ محسوبٌ لا يَتجاوَز السويْعاتَ لنشفىَ مِن جراحِنا تَماماً ..



اممممم ثمّةَ سِرٌّ يَا أُمي فِيْ الأَمر ,فَكيفَ لِضمةِ صدرٍ حانيَةً أنْ تَحتَوي مَالَمْ تَحتَويهِ الأَوطانُ الكَبيرة العَقيْمه ..؟
- بِغفوةِ اطمئنانٍ مَسحتْ عَنِيْ الحَسرةَ والتساؤُل [ كانَتْ مَكمنَ الإجابة ] ..!


لعمري يا أميْ أنكِ نبضي الوَحيدْ الذي أعيشُ عليهِ ولِأجلِه..

لغَة مَعطُوبَة ..|



الأجسادُ لا تخرسُ تفاصيلها وإلى ما بعد المَوت فَهي ناطقةٌ وإنْ كُبلت ألسِنتُها
وألجَمها المَرض أو اليَأس , يَكفيْ أن تَهزَّ كَتفَك ليسْتُوعِبَك الآخرين !



-


حينَ تُشير بـِ بنانك تذكر أنك قادرٌ على إعادةِ إِعمَارِ الكَونِ فَلا تَكتَرث بِقطعِ لِسانِك
أو شَلَلِه !



-




حَدّثْنِي بِعيْنيكَ عَن قِصّةِ حَياتكَ وسَأفْهمُ أدقَّ التَفاصيلِ التيْ عِشتَها !



-



عَطبُ لُغاتِنا لا يَكمنُ في عدمِ قُدرتِنا على الحَديثِ بَل فِي عدمِ قُدرَتنا
على تَحليلِ تصرّفاتِ الآخرينَ والتي تَغنيْنا عَن الحَديثِ إليهِمْ !



-



نحنُ بحاجةٍ إلى التَنفسِ ليسَ من أُنوفنا فَقطْ بَل بِأروَاحِنا أيضاً فَحين
يَسألُكَ أحدُهم لِماذا تَصرُخ ؟ أَجبْ : إِنّنيْ أَتنَفّسْ !



-



قيمةُ الأشيَاء لا تَكمنُ في علوّ أصوَاتِها فَقطْ / بَل في عُمقِ صَمتِها !


-


لا تَندهشَ من بِناء امبراطوريةٍ خَرسَاء / فَهي أجملُ دونَ ضَجيجْ !


-



كُن أخرَساً لا بَأسْ / المُهم ألّا يَتلبسكَ الصَممْ !

مُقتطفاتٌ سكريّة على رصيفِ المُسافرين ..|


- البداياتُ التعيسة هي دائماً ما تقتلُ الأفكارَ في مهدها , تجعلها كالحلوى مكشوفة
لا مذاقَ لها ولا مرءً حسن ..


- حقيبةُ عقلي حينَ تمتلئُ بالأفكار وتتزاحمُ بكمِ الأشياء التي يُريد أن يصدحَ بها
أمامَ الورق , يُشعرني ذلك بقوّةٍ عارمة لأن أكونَ بصيغةٍ أُخرى مُختلفةً عن
تلك المُعتادة أمامَ نفسي ..


- حقيقةً أنا لا أعتد كثيراً بعددِ المراتِ التي كتبتُني بها , لكني أفكر أكثر
بعددِ الصدف التي جمعتني مع نفسي وتحدثتُ إليها بشكلٍ جيد ومقنع إلى حدٍ ما ..


- تكثرُ من حولنا الصور الضبابيّة التي تلفُ الأشياء من جوانبَ عدة , وهذا
ما يُخضعنا لعمليةِ تركيزٍ شاقة تُمكننا من معرفةِ الملامحَ أكثر وبشكلٍ مقنن / أكثرَ
من اللازم أحياناً ..


- البقية المُتبقية .. محصلة الحياة .. ما تبقى في الذاكرة مما علقَ على
حواف ثقوبها .. هذهِ الأشياء هيَ ما تمثلُ حقيقةَ التجربة التي نخوضها كل مرة
وأعتقدُ بأنها أغلى مانملك .


- البساطة هي ذروة النجاح .. ورأسُ هرمِ التفوق وهي أخيراً
" بصمةُ العُظماء " ..

- تلكَ الطاقة التي تتكدسُ بداخلنا على شكلِ قُدراتٍ وأفكارَ تتزاحمُ سطح الصدورِ
بنا تُرغمنا على القيامِ بشيءٍ ما , أيّاً كان " حبذا أن يتدارسُه العقل قبل
انطلاقه " ..


- أمامَ البصيرة , تمرُ الكثير من القصصِ القصيرة .. لا نُعيرها جزءً كبيراً
من اهتماماتنا لأنها وديعة , لا تُحدثُ ضجيجاً في حقيبةِ ذاكرتنا ..


- الحُب وحدهُ من يُعيدنا أطفالاً ..

أبوَاب..



لوهلَة ظننتُ بأن الأبوابَ المؤصدة تعني " نهاية " / لا طُرقَ خلفها ولا طيفُ حضور ..
لوهلَة أخذني شوقٌ بعيد نحوَ أمورٍ لم تُبارحني إلا قليلا أثناء اختلاس الضوء من
عيني نوماً , أو بُكاء!
لوهلَة اجتاحني فضول الأطفالِ نحو صناديق ألعابهم الصغيرة ليبعثروا ما بها باحثين
عن لاشيء بعينه , لكنه القدر الذي يجمعنا مع ما نهربُ منه / ونأوي إليه دون
رغبة ولا شعور ..
تعتيق الأبوابِ القديمة هشم بداخلي معنى الصبر والسير قدماً دونما رجوعٍ أو تخاذل,
لم أعلمَ أن الحكايا وقصاصاتِ الأزمان وخيباتها تنتظرني على متكئ ِ الوجد ..
لم أُبصر إلا وجوههم , رائحتهم الزكيّة تلك , سُرة الشمسِ في أعينهم كما كانوا , تذكرتُ
كل التفاصيل التي لا تُذكر !
أيقنت بأن القدرَ قطع علينا الوصول إليهم وتلكَ الأبواب التي فُتّحت لنا لم تَكن إلا معبراً
للحنين وتفاصيلِ السنين وعبقِ احتضانِ الأنين حين ودعناهم آخر مرّة ..

مسَافاتْ ..


المسافات / بها آلافُ الحكايا والعناوين الضائعة بينَ أرصفةِ الخريف
بها تتجسدُ صور التيه الذي يسكننا أمداً طويلا .
الطرقُ وحدها من تشهدُ على تشرّدنا , فكلٌّ منا يعتلي منصةً
من الضياعِ وعمر البحثِ الطويل الذي ينتهي عند سدةِ اللاشيء ..

نحنُ في كلِّ أحوالنا مسافرون , راحلون , وربما كثيراً ما نكون
سُجناءً للغياب والغُربة ورحلةٍ بعمرِ وطنٍ كهل يحتضرُ بين يدي
الوقت ..

منذُ زمن لم تعد الخطواتُ كما تتهيأ لها أقدامنا , ومنذُ زمن ونحنُ
نغني في حضرةِ الأحلام , ومنذُ زمن يسكننا عزفُ الوحدة والشتات ..

ومنذُ زمن لم نجدنا ...

لم نجدنا ...

تَساؤلات..



ماذا ننتظر حينَ نهذي ونكتب ؟ هل ثمةَ ما يهدينا حقيقةً أكثر
سعادةً من تلكَ التي نحملها دهراً طويلاً مملاً لا وطن فيهِ ولا
ملاذ ..

لماذا نغنّي أوجاعنا ونرتلها ونصوّرها ونضعها تحتِ وسادتنا كلما
أردنا النوم ..

لماذا لا نُجيد الهربَ من أنفسنا أكثرَ من أن نبكي ونتلحفُ الصبر
ونمضي لنغرقَ في أمنياتٍ جديدة ..

لماذا لا يَخدعنا القدر مرة واحدة ليوصلنا إلى طريقٍ آمن دون
أن تُنهكنا التعاسة والألم والوحدة.

لماذا لا يفتقُ الصباحُ جرحاً دامي في صدورنا ويمكننا من خلعِ
نظارةِ الظلامِ عن أعيننا المُحاطة بالسواد ..

لماذا لا نجرؤ على الإعترافِ بخيباتنا أمام قضاء الزمن شاهِدها
الناس وقاضيها قلبٌ يترنح على حوافِ القيامة ..

لماذا لا أصمتْ وأدعُ الأسئلةَ كما هي حائرةً في جوفي
لعلي أبتلعها وأهضمها معَ الأيام!

أبنَاءُ الظَلام ...!


قبل مُضي السنين كنتُ أبحثُ عن شيءٍ ما يُدعى بإسمي وقدَري
ذات الملامحَ تماماً ,كنتُ أقف على بوّابة العُمر الكبيرة أتنفسُ من خلالها أزماناً أُخرى !
لا أعرفُ وجهتي بالضبط لكني أمضي دون أن أكلفَ ذاتي عناءَ السؤال ..
- سؤال ! سؤال مَن ؟ ...

لا أعلم , كانت توقظني أطيافَ الوحدة والتشرّد , تشيرُ ببنانها نحوي لا تتراجعُ عن
ذلكَ طِوال الوقت ,كان بإمكاني سؤالها عني وعن سببِ اهتمامها ذاك!
لماذا لم أطلق التكهناتَ على ما يجري من جيبِ فكري كما يفعلُ المتشردون ؟
- لا أدري.

لا زلتُ أرتمي عندَ حدود الأشياءِ لأبحثَ عني , تطوّق معصمي تساؤلات دهرٍ كامل
لم أجدها بعد ..
لا أعلمُ لماذا لا تنتهي دوّامة الموتِ مني لترحلَ بعيداً نحوَ أمواتٍ جدد !

ستجدهم في طرقاتِ السفرِ مبعثرين تتجسدهم ثيابُ التيه والعدم , يغنون في
حضرةِ الأحلام وينامون موتتهم الصُغرى ..
حكاياهم ضائعة خانها فصلُ الخريف الذي سلَمها لأشرعة الرياح ومضى!

أتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ معهم أقتاتُ عذب المُنى وابتسم كذباً , فلعنةُ الكذب تطأها
أقدامنا قبلَ أن تهوي ..

لم يكن من السهل على أقدامنا أن تهوي دون أن تُجدد ثباتها بوابلٍ من رغد الكذب
وأنوارُ الظلام , على الرغمِ من أننا أبناء ذلك الظلام إلا أننا نتنكرُ له , أطعمنا رغيفَ
الخوفِ ألفاً , وعرقلَ لأحلامنا ألفاً , وغيّب ملامحنا عنهم ألفاً وألفا ..

لم ننساه وهو سيدُ الأشياءِ كلها حتى تركها مُتشابهة بلا علامة فارقة , بحثنا عن
العناوين وسطَ الضياع بصحبته ومضينا معه ووصلنا إليه وبقينا إلى جانبه ..

فكيفَ لنا أن ننساه !

ورغمَ كل شيء لا زلتُ أزيفُ ابتسامةً بيضاء على وجهي الحالم , لتشهد الدُنيا
بأني ناضلتُ كثيراً لأشاهدَ النور وأتلمسهُ بيدي دون جدوى ..

فولدتُ ضريرة وعشتُ كذلك وسأموت . فالموت هوَ أبعد الأشياءِ القريبة التي نملكها!



22 /1