الجمعة، 6 مايو 2011

" دَعِ الأشيَاء تَتحدثُ عَنكْ " ..

يعبرونَ على جسرِ حياتِنا أولئكَ العُظماء الذينَ نعتقدُ حينَ نقابلُهم بأنهم بُسطاء جداً
من خلالِ حديثِهم إلينَا .
ثم لا نلبث أن نكتشفَ بأنهم ذو علمٍ واسع أو أن أسماؤهم ضمن لائحةِ المُنجزين
والمُبتكرين ولهم مكانتُهم الرّفيعة بينَ الناس .
أقعُ في مثلِ هذهِ الصُدف وأعيشُ واقعياً مع بعضهم ,شخص يحمل اسم بروفيسور
قبلَ أن يُذكر اسمه , لا يتردد في الحديثِ عن وضعهِ المادي قديماً وعن كفاحه
لينال لقمةَ عيشٍ لا أكثر لا يترددُ في التحدثِ عن طفولته وبيئته وقريته القديمة أمام
جمعٍ من الناس لا يكادون يعرفونَ أن ذلك الرجل هو صاحب ذلك العلم أو تلكَ
الأموالِ الطائلة وهو ذلك الدكتور في المقعد الجامعي صاحب التخصص النادر .

كثيراً ما يلجمني هذا الكم من التواضع في عقولهم المُترفة بالعلمِ والثقافة ,حد أنني
لم أعد أصدق بأن كل البُسطاء , بسطاءٌ في حقيقتهم فقد يكون خلف قناعهم البسيط
حقيقةً عظيمة نُبصرها بفعالهم لا بحديثهم .

في الضفةِ الأخرى نجد من يتَحدثونَ عن أنفسهم حدّ أننا نعتقدُ بعظَمتهم ونفوذِهم ولا
نجدُ في مساحتهِم سوى الفَراغ وبضعُ أعمالٍ تبخرت من كثرةِ حديثهم عنها .

فما تأثيرُ أولئك العمالقةِ على حياتنا ,هل نتشارك الأُمنية في أن نقومَ بأعمالٍ عظيمة نُنجزها
فَتتحدثُ هي عنّا في الوقتِ الذي لا نفقد فيه حلاوة بساطتنا في داخلنا فنصبح
بتلكَ الصورِ المُشرّفة .!

- حديثٌ دارَ بيني وَبيني وثمةَ مُلهمين عُظماء لهذهِ الفكرة الصغيرة 
أشخاصٌ أتلمسُ عقولهم الجبارة داخل أرواحهم الجميلة ببساطتهم  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق