الثلاثاء، 8 فبراير 2011

أبنَاءُ الظَلام ...!


قبل مُضي السنين كنتُ أبحثُ عن شيءٍ ما يُدعى بإسمي وقدَري
ذات الملامحَ تماماً ,كنتُ أقف على بوّابة العُمر الكبيرة أتنفسُ من خلالها أزماناً أُخرى !
لا أعرفُ وجهتي بالضبط لكني أمضي دون أن أكلفَ ذاتي عناءَ السؤال ..
- سؤال ! سؤال مَن ؟ ...

لا أعلم , كانت توقظني أطيافَ الوحدة والتشرّد , تشيرُ ببنانها نحوي لا تتراجعُ عن
ذلكَ طِوال الوقت ,كان بإمكاني سؤالها عني وعن سببِ اهتمامها ذاك!
لماذا لم أطلق التكهناتَ على ما يجري من جيبِ فكري كما يفعلُ المتشردون ؟
- لا أدري.

لا زلتُ أرتمي عندَ حدود الأشياءِ لأبحثَ عني , تطوّق معصمي تساؤلات دهرٍ كامل
لم أجدها بعد ..
لا أعلمُ لماذا لا تنتهي دوّامة الموتِ مني لترحلَ بعيداً نحوَ أمواتٍ جدد !

ستجدهم في طرقاتِ السفرِ مبعثرين تتجسدهم ثيابُ التيه والعدم , يغنون في
حضرةِ الأحلام وينامون موتتهم الصُغرى ..
حكاياهم ضائعة خانها فصلُ الخريف الذي سلَمها لأشرعة الرياح ومضى!

أتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ معهم أقتاتُ عذب المُنى وابتسم كذباً , فلعنةُ الكذب تطأها
أقدامنا قبلَ أن تهوي ..

لم يكن من السهل على أقدامنا أن تهوي دون أن تُجدد ثباتها بوابلٍ من رغد الكذب
وأنوارُ الظلام , على الرغمِ من أننا أبناء ذلك الظلام إلا أننا نتنكرُ له , أطعمنا رغيفَ
الخوفِ ألفاً , وعرقلَ لأحلامنا ألفاً , وغيّب ملامحنا عنهم ألفاً وألفا ..

لم ننساه وهو سيدُ الأشياءِ كلها حتى تركها مُتشابهة بلا علامة فارقة , بحثنا عن
العناوين وسطَ الضياع بصحبته ومضينا معه ووصلنا إليه وبقينا إلى جانبه ..

فكيفَ لنا أن ننساه !

ورغمَ كل شيء لا زلتُ أزيفُ ابتسامةً بيضاء على وجهي الحالم , لتشهد الدُنيا
بأني ناضلتُ كثيراً لأشاهدَ النور وأتلمسهُ بيدي دون جدوى ..

فولدتُ ضريرة وعشتُ كذلك وسأموت . فالموت هوَ أبعد الأشياءِ القريبة التي نملكها!



22 /1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق