في وطني
تتثاقل خُطى الحياة
تضعف نبضاتها ,
تشبه الموت
ولا تموت!
في وطني
لم أتكئ على شجرةٍ
إلا ومالت عليّ أغصانها ذابلة ,
متورطة , لا تعرف الخلاص
من احتضار الموت
ولا تموت!
في وطني
تحدثني الأرصفة عن فقر الناس
عن وجع الناس , عن أحلامهم الصغيرة
التي لا تجرؤ على تعدي منزل صغير
لا تشكو اسقفه من تسلل الماء!
مؤلم أن تكون قمة أحلامك في رغيف
لا يؤذي فمك من شدة قسوته !
في وطني
تبكي حكايا الحب مكلومة
مسلوبة الأمنيات والأغنيات
ولا تموت !
الرزايا عنوان هذا الوطن / ملامحه
أذرعه التي تحمل أوجاع العالمين
وتسير بها نحو السماء
ولا تموت!
ابتسامة وطني بائسة / فالشفاة التي
تتقلدها تلوكها سنين العطش
والأوبئة , تلك ابتسامة تأبى اليأس
ولا تموت!
وجع هذا الوطن كبير كأسقف الحياة
المظلمة ..
كبير كأحلام الأطفال .. كأحضان أمهاتهم
كخيباتهم حينما يكبرون ويشهدون الحقائق
الموجعة !
كبير أنت يا وطني بحجم الجحيم التي
تبتلعها في جوفك ورغم كل هذا
لا تموت!