الأربعاء، 20 أبريل 2011

جوريّةٌ ضَحكَى / تنتحرُ!

أيا حزناً ينادي العقل من سُكرٍ لا يبارحنا
يباغت نومنا حتى نظن أن الموت
على أعتاب سُكنانا سينتظرُ!
أيا حزناً ألا تُبصر ألا تشتم خيبات تُؤرقنا
تقتلنا تَحُول دون أعمار الجوريّة الضحكى
فتجعلها بأدمعِ الأموات تحتضرُ !

لكِ الله أوطاناً لم تجملها المنابرُ الصماء فلا
غنّاء جنتُها ولا رقصٌ ولا خُطىً ستنتصرُ !
لكِ الله أوجاعاً في مغباتِ الثرى تُسيّرها
جموعُ الدهشةِ الحيرى فتدنو
من أعاليها ببطشِ الذُلِّ تنقهرُ!

أيا عُمراً يسيرُ وحيداً
على طرقاتِ الوحشةِ السوداءِ
لا انسٌ ولا جنٌ ولا شجرُ!
أيا حُلماً خانتُه أقلامي ,
لم تُبصرهُ أيّامي ,
خابت مساعي الخُطى كُلها
وبقيتُ على جثثِ الماضي أُمارس
هوايّة المُختل بلا أرضٍ ولا صحبٍ ولا أم ولا أب!
فبتُ أُداري كذبتي الحمقاء خلفَ ملامحِ القمرِ!

أُغني قصتي طرباً
على أنغامِ الأكاذيبِ وأنشدُ عزتي زوراً
وأفخرُ بقوّتي عمداً كي لا يلين قلبي فأنكسرُ!
تَعِبَتْ مآقي الليل في مجاراتي
وأَفصَحتْ لي عن مُهلةٍ قصوى
سأموتُ بعدها وحديثُ الغُربة الذي في داخلي سينتشرُ!

ستُخبر من حولي بأني طفلةٌ تاهت منذُ أن خُلِقَت
لا ترجو من الناسِ الصبابة واكتفت بضياعها
كي تُغنيهِ تُدندنهُ على تفاصيلِ دُنياها
وحينَ تعتزم الرحيل ستمضي صوبَ الواقعِ المكلوم
تودّعهُ وتزرعُ وردةً بيضاءَ على خاصرتهِ
وتطبعُ القُبلَ الحرّى على وجنتيهِ
وترسمُ امتنان الدهرَ على جبينهِ
وتولّي عنهُ الأدبار / وتنتحرُ !




19 / 4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق