السبت، 29 سبتمبر 2012

لو أني أمتلكُ جنوني ..!


لو أني أمتلك جنوني
لزرعت في كفي وردة!
اسقيها من ماء المطرِ
أو حتى من كأس النخبة!



أشاكس نبضاتي فرحاً
أوقفها مراراً أو مرة!
وأداري حزني بالقوة
أملاً أو حتى ورعاً
وأموت وفي قلبي سِرّه



لو أني امتلك جنوني
لجعلت من الماضي لعبة!
تصغرُ في يدي تتلاشى كلما
أردت انهاء المُدة.
تصغر فيها أوجاعي
أحزاني
عثراتي
تكبر في عيني افراحي
كما لو كنتُ أنا الوردة!


لو أني امتلكُ جنوني
لوضعتُ الكون في جيبي
ينام معي يلعب معي
يبكي معي!

يداعب أحلامي لُطفاً
يحوي احزاني صدقاً
يقتلها لتكن نهايةً أبديةً
لا سَكره!



لو أني امتلك جنوني
لرسمت به وطناً أخضر
لا أغنى فيه ولا أفقر!
يقتات به كبير القومِ
كما لو كان هو الأصغر!
يلعب في باحته أطفالاً
لافرق بينهم ذاك اسود
ذاك أبيض ذاك أحمر!
وذاك أطول أو أقصر
ليليّ الشعر ِأو أشقر!
السلطة فيه بلا عنوان
الكل بوطنيته يسمو
الكل بمبادئه أجدر!






لو أني امتلك جنوني
لقتلت الحسرة في قلبي
وغادرت به نحو الوطن
فلا منفى ولا مهجر!
فحياة الغربة قاسية
كسكرات الموت أو أكثر..

وخزُ الضمير ..!


هو الشعور الذي يرافقنا حين نتجاهل ذلك الصوت الخفي
الذي نستشعره في أعماق نفوسنا حينما يدفعنا لممارسة
فعل أو الكف عنه وتغمرنا اللذة والراحة جراء استجابتنا له.
وفي المقابل نجلد ذواتنا ونلومها اذا ما قصرنا
وتجاهلنا ذلك الصوت.

الضمير الحي لدى الفرد المسلم ينبغي ان يكون متيقظاً دائماً
لأيما تجاوز أخلاقي قد يقع فيه أيّ من البشر لكن الإختلاف بينهم
يتأتى بسرعة الإستجابة او اغفالها ولايكون هذا إلا بأساس النشأة
ومتانتها بين غرس القيم والثقافة وبين تفريط يعود على الأمة بالفسق
والفجور .!

يقول صلى الله عليهِ وسلم:" البِرُّ ما اطمأن إليه القلبُ
واطمأنت إليهِ النفس والإثم ماحاك في القلب وتردد في الصدر".

كيف لنا أن نقوّم مجتمعاتنا التي إن صح التعبير عنها
' بالمتأسلمة ' فلم تعد تجدي فيها الثقة بالحفاظ على
الأمانات التي يحفظها ذلك الوخز الذي يصدره الضمير ولا نؤمل
في أن نجد من يستردها لأهلها في زمن قلّت فيه
الكفاءات وتكاد تنعدم فيهِ القيم الداعية إلى العدل والإحسان.

وكيف لنا أن نقوّم مستوى الفرد الذي لم يعد
يصلح لأداء عمل ما دون إدارة عليا ورقابة.

كل ذلك ينعكس على حياتنا اليوم فالمجتمع الإسلامي
لم يعد أهلاً للثقة وضمان الرقابة الذاتية حتى أنه تجاوز
ذلك الى عدم اعترافه حتى أمام القانون بأنه ظالم ومخطئ
ومتبع لمصالحه الشخصية ضارباً بكل المُثل والأخلاق
عرض الحائط!


ماذا يجدرُ بنا أن نكتب عن وخز الضمير هذا
ومدى حاجتنا إليه وحاجتنا لأن نستشعره نحن
كأفراد.

أين هو بين المثالية والتفريط؟
وأين المجتمع ' المتأسلم ' اليوم من هذا الصوت
الخفي.