الاثنين، 11 يوليو 2011

لكلِ مقالٍ رواية!

- الكتابة تعني أن تتنفسَ برئة المحابر , ولا يتوقف القلمُ عن الكتابةِ إلا في حالِ وُضعَت يدٌ ثقيلة على فمِ الكاتبِ فكتمت أنفاسه!
وتختلفُ الروايةِ في الحديث عن جزيئات تلكَ الأنفاس التي تنطلقُ دائماً عبر سطور كُتابها , بين من يمتلك لُب القضيّةِ وبين من يشعلُ فتيلها بُغيةِ بقعةِ ضوء تحفه وبين من يصرخُ بحقٍ أُريدَ به باطل ..
ليكون المقال وعاء حُر لاحتواء مُجملِ الاتجاهات دون قيود مؤطرةِ غير تلكَ التي تتحكم بسلامةِ الكتابةِ المُجردةِ فقط!

وفي اثناءِ الكتابةِ لا يعلمُ الكاتب عما سيغلف المقال من وجهة نظرِ قُرّاءه ,فالمقال لا يُسعد الناس جميعهم ولا يُسخطهم جميعهم ,كما أنهُ قد يمر مرور الكرام في صفحةِ الجريدة من بينِ يدِ أحدهم ,بينما يُقيم الدنيا ويقعدها في يدِ آخر!
والحقيقة تقول أن المقالات المكتوبة لا لونَ يوحدها ولاجبهة رأي ,فمنها ما يكونُ اسوداً في نظرِ البعض فيما يراهُ الآخر أبيض ناصع ,ناهيك عن حالات عمى الألوان لدى البعض الآخر واختلافهم في تصنيفِ الرمادي مابين الأسود والأبيض..

ولكل مقالٍ يُكتب قصة .لا يأتِ من فراغ إلا في حال أن تحدث القصة بعد كتابة المقال أو أثناء كتابته..
قد يقرؤه الناس تمجيداً وإكباراً بينما هو في حقيقتهِ يحمل بين طياته آلاف اللعنات المُخبأة تتكئ على مهارة الكاتب وثقافة القارئ ومحدودية الرؤى لديه!

وقد لا يكون المقصدُ من وراء كتابة المقال أي تمجيد أو تصويب لخنجرٍ نحو وجهة ما ,إنما يكون الكاتب قد قصدَ إظهار الحقيقة دون زخارف أو رتوش!

وكأن المقال حالة هُلامية لا نتمكن بطبيعة الحال من تفنيدها وتفسيرها فيصبح كل سطر من المقال أزمة ومغزى تأخذها الأعاصير الذهنية كيفما شاءت لتعبر بها سماء عقول المتلقينَ من القراء , أدواتهم في ذلك مكانتهم الثقافية والسياسية وتوجهاتهم الفكرية التي ينتمون إليها ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق