الأحد، 27 مارس 2011

.. أبوابُ الرّزايَا ..

يا جدتي

لا لم تنم في مقلتي غير الدقائقَ والمُنى
لم ألمح الأحلام يوماً في نوافذِ غرفتي
أو خلف أبواب الرّبيع أو في الدُجى
أنا كالطفلِ يغمرني يبابٌ تسابقني الخُطى

يا جدتي

ماكانَ في عمري ضبابٌ أو تناهيدُ الورى
ماكانَ في حلمي حرامٌ أو أكاذيب تُفترى
منذُ أن فارقتني عُزلتي وأنا أموتُ وعلى
شفاهي السُكّرا

يا جدتي
كم من نزعةٍ للخوفِ في قلبي تؤرقني
منامي تذعرا
كل الحكايا الراحلاتِ زائفاتٌ منها الصدى
لا يُبتغى !!







أنا في ضميري ألف أغنية تنامُ
وعن الغناءِ تعتذر ..
أنا في شفاهي أحاديثُ ملحٍ
على اليراعِ تعتصر ..
أنا في عينيَ اليُمنى ترقدُ الحسراتُ
أياماً طوالاً تندثر ..
وفي اليُسرى يتلصصون على ما جرى
من بينِ أيامٍ أُخَرْ ..
العبء في صدري ثقيلٌ يا جدتي ..

.. يا جدتي ..
دعي عنكِ غزل الصوف
فالشتاءُ قد رحل ..
واكتبي على شاطئ الأزمانِ
أيامي بحبات الرمل ..
وانسجي من ذلك السحاب قطرة
سوداءَ من رحمِ الوحل!
كفني حفيدتك فلم تزدكِ إلا
وجعاً لا يُحتمل!
وادفنيها في غياهبِ صمتُك
لا تخبري عنها أحداً
لا الرسائلَ
لا الدفاترَ
لا اليراعَ
ولا الألم!






أنا يا جدتي في عيدِ ميلادي
أشاطرُ الدنيا
رغيفي!

ألعب في حارتنا العتيقة
وكأنها جناتُ
عدنِ!

لا أعرفُ في بلدتي إلا أبوابُ الرزايا
ومقاهي السُكارى..
أتنصلُ من نشر الغسيلِ كل صباح
على حبال الموت!
وألهو بأسماءِ الطيور , هذا بلبلٌ
وتلكَ الكناري وهذهِ أسرابُ الغربان
لا يحلو لها التحليق إلا عند نافذتي..

نافذتي تلك غير آمنة فهي بلا زجاج
تتسربُ منها الأحلام
لا تعود !
لا تعود !
لا تعود !

السبت، 12 مارس 2011

حَكَمـَ القَضَاءْ .. ×




بين وريقاتٍ خريفيةٍ ذابلة أسقطتها السنين العِجافْ ,كانَ لِمحابِرنا لِقاءٌ غيرُ مُعلن مَعَ الراحلينْ حَيثُ كُنا نَلْتقيهم هُناك حيثُ الصباحات ,والأوراق وقهوتي المَجنونة التي سئمتني ولا زلتُ أحبها ..
تسللتْ إحدى تلك الأوراق لأناملي لِتُبصر عيني ما جاء بها من أن القضاءْ حكمَ بالعيش الطويل على التُعساءْ ,كشيءٍ من التحدي تُسقطهُ على قلوبنا الصغيرة ..
خيبتها في صمودٍ تجسدناهُ رغم الكمد الذي نحتَ علينا قصة مكوثهِ على عروشنا ,
نعم ..كانَ شيءٌ ما في الداخل يُنادي بالثبات ,لربما كانت الأرواح المؤمنة مسلّمةً لرب العالمين فتمهلها ذلك الجلَدْ ..
خيبتها في دمعةٍ لا تُطل البقاء على أحداقنا لأنها تشبعتْ من إطلالةِ الخيباتِ على شُرفاتها ..,
كان لي موعدٌ مع القاضي الذي تسلل هو الآخر عبر أوراقي ليمتثل أمامي بقوته وعِظمِ بطشتهِ مُحملاً بعثراتِ عشرين خريف تسلقتْ أيامي منذُ طفولتي سلبتني من أحضانِ أمي لترمي بيْ على قارعةِ طريق موشومٌ بِأديم أسود في نهايتهِ ,همس ذلك القاضي في أذني أن سيري أيتها الصغيرة فقد حكمتُ عليكِ بالسيرِ هُنا بين دياجير الطُرقات طالما عبثتِ بعنجهية بتلك الأوراق ,طالما أقسمتِ أن تكوني ( فتاة مدللة ) بعقليةِ رجل مكافحٍ كأبيها ,طالما رسمتِ لنفسكِ فلسفةً مروريةً تعبرين بها الدنيا مُختلفةً بها عن الآخرين ,طالما تصنعتِ القوة وأنتِ لا طاقة لك بكل ذلك ,سأعطيكِ درساً يُغيّر لكِ مسير فكركْ المعوّج ,لتكوني أنثى كباقي النساء ,فقط أعلني لي استسلامك لأحفظ لكِ ما تبقى من أيامك وأحلامك وهدوءك وحجرتك وقلمك الصغير ,دون أن تعبثي مرّة أُخرى بأيٍّ من الأوراقِ الماضية ,التي عصفتْ بها نوافذ الراحلينْ ,
ابتسمتُ وقلتُ : حسناً يا سيدي فالظلامُ إلهامُ الأقوياء وانطلاقةُ الشُرفاء ومستقرّ العقلاء أمهلني يا سيدي فقط ما تبقى من عمري ناقصاً عشرون عاماً لأُكمل المسير بفلسفتي المرورية التي أُريد ,وستجدني عند ذلك الأديم في نهاية الطريق
أُعلنُ لك وصولي وانتصاري ,حتماً ستلقاني هُناك ولو بأشلاءِ فتاة ماتتْ بفلسفةِ السير المغايرة تلك ..
فصعود الروح متشابهٌ بين البشر ,لكننا نحنُ من نختار الطريق نحو ذلك الصعود ..


× رُفعَتِ الجَلْسَة ×

وَ

× حَكَمـَ القَضاءْ ×

الخميس، 10 مارس 2011

( علاقات الإنترنت ) ..

والمقصود فيها حب البنت للشاب والعكس , هذا الموضوع صار أوسع من الظاهره في
نظري , لأني وين ما ألتفت ألاقي هالبنت لها علاقة بشخصٍ ما بالنت ...
بالبداية ومن وجهة نظر شخصية لا يمكن يكون عندي إيمان بحب فيه حواجز وخفاء عن
الناس , لأن الحب إذا كان متخبي معناه في شي خطأ وما نحب الناس يطلعون عليه ..
فهذا يفقد الحب نكهته ودليل على انه خطأ وناقص ولا يُمكن يكمل هذا في حال كان
صادق وحقيقي من الطرفين , وهذا نادر بعد ..
الكثير يعتبر علاقة النت جزء من الإنفتاح اللي يؤمن فيه الكثير بحجة انه يختار اللي
يحبه بنفسه وبعيد عن الطُرق التقليدية بحكم اننا مجتمع مُحافظ ومافيه اختلاط ..
لكن الطُرق التقليدية أخطاءها أهون ألف مره من الضياع في مجال واسع مثل النت
خصوصاً البنت اللي ماراح تلاقي ولا عذر واحد يشفع لها بمجتمعها , وبيسبب لها ألم
كبير ولا يُمكن تتخطى هالمرحلة بسهولة في حال صحت قبل الوقت الضايع ..
رؤيتنا للحب تختلف من شخص لشخص , لكن من غير المنطق اننا ننجذب لشخص عن
طريق ما يكتب وبس!
الكتابة جزء خفي بالشخص يمكن محد يطلع عليه إلا قرّاءه , وطالما كان جزء خفي فمعناه
انه وقت ما يحتاج يكتب / يكتب عن شي مكنون موقادر يعبر عنه ..
وهذا ما يعني اننا وصلنا لشخصيته وحبيناه وخلاص , لا ..
مؤمنة جداً بتوافق الأفكار / بإعجاب الفكر للفكر , وتبقى حكاية أفكار وانسجام فكري
لا يتعدى الحدود الشخصية وبناء علاقة عظيمة مثل الحب على اساس يوقف عند كلمة
مكتوبه !!

أعرف أشخاص بالواقع يتمتعون بذائقة أدبية عالية جداً لكن شخصيتهم لا تُطاق في
الواقع وغير قادرين على مسايرة الحياة بنجاح , واللي يقراهم بالنت يقول أوووف
وش هالشي الخطير بينما حياتهم تعكس سلبيتهم الحقيقية واللي اشوفها
بعيني محد يحكي لي عنها ..

هالشي يزيدني إيمان بأن مو كل شخص يعجبني فكره يكون هو الشخص المُناسب
لعلاقة حب !!

وفرضاً فكرنا بهالشي , وين حدودنا بتكون ؟ زواج ؟ مستحيل!
لعدة أسباب أولها ثقتي بأن الرجال في مجتمعي ما يقبلون يرتبطون ارتباط حقيقي
عن طريق الإنترنت وأنا معاهم , لكن البعض من البنات يعتقد انها كسر للحواجز وتبدأ
الأحلام وقتها بإن احنا غير واحنا راح نوصل ,,
لكن في كل مره أشوف فيها حالة حب ضاربة بالسما , تنتهي بالخيبة والحسرة ..
إما لإكتشاف خداع طرف في الموضوع , أو اثنينهم صادقين لكن الظروف منعت ارتباطهم
لأن الأساس " غير مُعترف فيه " !!

الأربعاء، 9 مارس 2011

لستُ أدري !


لستُ أدري
لستُ أدري كيف أهذي
كيف أبكي كيف ينصاع
لقلبي أنيني وهمي !

لستُ أدري
أي حلمٍ ذاك يؤذيني
إلى الوحشةِ يأويني
يوهمني بالسعادة
وبفاجعة الأمسِ
يكويني !

يا حنيني
مزق حناجر الأيام
فيني !

ابعث في عيني
شمساً لا تضنيني
يا سنيني
اعبري أطيافَ عمري
وانقذيني !

يا نداءاتي العقيمة
أخرجي مني ظَلالي
وامنحيني يدُ الحقيقة !

اشعلي في داخلي عمراً
لا يُبالي لا يُنادي
لا يموتُ ألفاً في
دقيقة !

الجمعة، 4 مارس 2011

موجودةٌ أنا في قلبِ " الغياب " !





الغيابُ في قلبِ الحضور طعنةٌ أولى أتلقاها في ظهرِ الغيبِ وفي وجهه , كُلما عزمتُ على
شدِ الرحالِ عنه وافاني مقعدي أينما جلست !
يالقُبحك حين تُقابلني , تُصافحني , تُحييني , تشتاقني بخبث وتحتضنني بطعنةٍ جديدة
أرتقبها كل مرّه ..
مَجلسُ صداقتكَ العفن لَم أحبهُ يوماً ولم أتمناه ولم أكن لأركنَ إلى أيّ من ملامِح زواياه
أو أبوابهِ الكثيرة التي تُخرجنا منه ولا تُعيدنا إلا إليه !
رافقتني أيها الغيابِ كثيراً حتى نسيتني !

كيفَ هو حالي يا تُرى , هل انزاحت الطفولة من عيني أم لا زالت تسكنني بغباء ؟
وفرحة الأشقياء تلك , هل تتذكرُ شفاهي أم رحلت عنها دونَ عودة !

من أنت ومن أين أتيت ولماذا لا تُبارح هذا المكانَ في حياتي , لم أعرف منكَ إلا اسمك
وحزنك , وموت الأشياء الجميله بينَ يديك ..

من حملكَ إليّ وألقى بكَ في طريقي ؟ ألا تدري بأن طريقي طويل لا يحتمل مسير
اثنين على ضفافهِ المتهالكة ..

ماذا أحببتَ في نفسي حتى تقبعَ بها ؟ هل نتشاركُ الألم والملامحَ الباردة التي تموت
ببطء وهي تبتسم !

دعنا من كل هذا وأخبرني |
منذُ متى كان لأحلامِ الصبيان منافذَ في قلوبهم حينما يكبرون ؟ لا تعلم لأنك تغتصبُ
الأحلام في مهدها وتعلّقها مع جثثِ الراحلينَ على أبواب القيامة دونَ أن تنتهي ساعة
أيامهم ..


ماذا لو أطلقتَ العنان لنفسكَ بالذهاب نحوَ منفى بعيد لعلنا نبيت ليلة اللُقيا بدون اسمك
وظلك , دون أن نخافك , نستشعرُك في حقائب السفر , في أدراجِ الذكريات ..

انصرِف بطريقةٍ لا نجدكَ فيها , أدفن نفسكَ في مقبرة الآلام وغيّب عننا الأسقام والضياع
غيّب الوجعَ عن قلبي وانتهك حُرمة الحديثِ بالصمت ودعِ الأشياء تُغني من حولي بدونك ..

يا سيّد المقابرِ يا أنت لا تَدفن يديّ في وحلك ودعني أكتب , أهذي , أصرخُ بلسانٍ صامت
لا يُسمع في حضورك ..

أعد إليّ من أخذتهم وخُذ مني وجودك , سأنتعلُ الخيباتَ بعيداً عن أرضك فأنا ولدت كي
أبحث عن وطن , وحينما وجدته لم آخذ من عينيه إلا الغُربة ..

ما حالُ الغُربة في وجودك , ماذا تبقى مني كي أجمعني وأنتشلُ قلبي من بعضي وأعطيك
كُل شيءٍ لي عداه , فالراحلين لم يعد لهم مقاعدَ من حولي , إلا في قلبي الذي لا يعرفُ
في الدُنيا إلا أنت | وهم !

لم أكن أتمنى رحيلهم ولم أتمنى بقاءك , سكنتني دون رغبة مني وأختلستَ العُمر من
عيني ومضى من مضى ولا زلتَ تتربعُ على حوافِ روحي العالقة في فضاءٍ ما لا أعلمُ
أين ..


يا أنت أغرُب عن حماقاتي التي اتلوها كل صباح , فأنا ثملة بكلُ الأشياء الزائلة ولا أكره فيك
أكثر من بقاءك وعمرك الطويل الذي لا يموت سريعاً ..

لا يموت !