الثلاثاء، 8 فبراير 2011

حكايةُ وَطنْ وَ 22 شَمعَةْ /,



إنَّ مِنْ أَجملِ الحَكايَا التيْ تَقصّها عليّ أُميْ .. هيَ تِلكَ التيْ تَصفنيْ بِها وأنَا بينَ أحشاءِها ,في دفءِ خاصرتِها التِيْ
علّمَتنيْ أَنَّ الوَطنَ لَمْ يكُنْ سِوى بِداخلِها , لَمْ نتحرّرَ منهُ إلا إلى غياهِبِ الغُربة الموجعة .. عندَما حكمتْ علينَا السَّماءْ أنْ
نقْبَع في حنيْنٍ لا يُجديْ لأنْ يُعيدنا أجنّةً داخِلَ أجسادٍ حانيَة تَحمينا منَ الألمِ والوَهنْ ,أوطانٌ لا تعترفُ بضرائبِ العَطاء
وبحساباتِ الحُبِّ والإشتيَاقْ والمُعاملاتِ الإنسانيّة التي نَعرفها فيْ أوطاننَا العَقيمة ..

هوَ وحدهُ ذلكَ الوَطنْ منْ يقاومْ الشُهوْر والأُوجاعْ ليُحافِظَ على مَلائكيْتنَا البيْضاءَ النقيّة /,

بِالأمسْ احْتَضنتنيْ أُميْ فيْ ذِكرَى مَوْلِديْ الثْانِيْ والعِشْرينْ ,لِتَحتفِلَ بِلحظَاتِ الألمْ التيْ نَزعتْنيْ عَنْ روحِها لِأكونَ فَتاتها
المُدلّلة ..

لَمْ تَكنْ لِتعلمْ أَنَّ أُمنيتيْ لَم تتعدّى يوماً بَقائِيْ بِداخِلها .. لَم تكُن لِتعلمْ أننيْ لَمْ أفرَحْ يوماً بِمثلِ فَرَحيْ بِكونها أُمي
دونَ غيْرها مِنْ جَميلاتِ الدُنيا ..

لَم تَكُنْ لِتعلَم أنّنيْ حتى اللحظة تَجتاحُني غِيرةُ الأطفالْ حينما يحْتَضنْها أخيْ الصَّغيْر .. وَكأنْها مُلْكيْ وَ وطنِيْ وَمحط
نَبضاتيْ ,وكأنْها ليْ وحدِيْ ..

× وحتى اللحظَة ×

لَمْ أكنْ لِأجتازَ غيْرتِيْ تِلكْ .. يااااه يا أُميْ ما أَشهى دِفْئك .. وما أوفَى صَداقتِك .. وما أعظَم صبركِ وعطاءِك /,

× يَا أُمـ ـ ـ يْ ×

يَا وَطنيْ العَظيمْ الذيْ لَم ألمحْ العَدلَ والعَطاءَ إلا بهِ وَمعهْ .. يَا وِجهةَ رَسائليْ الثَميْنة ومَخبأَ أُمْنيَاتِيْ النقيّة وَموطنَ
اهتِمامَاتِيْ الأولَى وَ الأخِيرَه /,



لا تَحتَفِليْ بمولِديْ فَهوَ انشقاقٌ عَنْ وَطنيْ عَظيمـْ .. واغترابٌ إلى وحْدَتيْ أليمـ /,

× فقـ ـ ـ ط ×

أَعيديْنيْ إليــكِ ..
15 / 4

هناك تعليقان (2):

  1. ما أجمل الأم عندما تجسدها كلمات مبدعه كأناملك
    مبدعه أنتي دوما

    ردحذف
  2. أعدت قرائتها كثيراً
    وفي كل مره أشعر أنني اقرأها للمره الأولى
    كلماتك تتميز بنكهة خاصة
    كالحلوى لانمل تذوقها مُطلقاً
    مبدع قلمكِ

    ردحذف