الثلاثاء، 15 فبراير 2011

الصديق اللي يبيع وداعتك !
























الصديق اللي يبيع وداعتك
لحظة غضب
تحرقك ناره غصب
يشتعل في داخلك ألف شعله
من تناهيد القهر
ومن كثر مالجور يقتل
في حناياك بتحس
أن ما باقي سعه
لكلمة عتب !

يا تفاصيل الوجع
وش بقى في داخلي
ما تكسر ما تهشم
كنت أخضر كنت يانع ..
صرت يابس
و انكسرت !

صاحبي خان الوداعه
وبكل بساطه انسحب
وبعد ساعه
طوّق قليبه حزن
قام يسألني يقول:
يا صاحبي ليه الزعل
لا تضيق
وحنا عِشرة
من بداية هالطريق
ما درى في حجم ذنبه
أنه أكبر من طويق
يا الذهول ..!

آه من بعض الصداقه
وآه من بعض الصدق
يا كثر مالعثمونا ..,
ومكثره هالضيم فينا
بس من ضِيقه .. نطق !

الأحد، 13 فبراير 2011

[ نصٌّ ] لَمْ يُعنوَنْ ..,


بداياتٌ مُتعثرة تسكُن الأيديْ الهزيلةَ حينَ تُحاول المساس بِ صندوق الأفكار البالية ,معَ الوقتْ تقوى تلكَ الأيديْ لِ تُمارس العبث بقوةٍ تحتَ تأثير الضعف الذي اعتراها مُسبقا ً ..!
كثيرةٌ هيَ تلكَ البداياتْ الهزيلة التي تصنعُ القوةَ والجبروت فيما بعد ..
مسألةُ وقتْ ليسَ إلا ..!
لا يؤمنُ بها الكثيرون, ربما كانَ لِ محدوديةِ تفكيرهم وعدم قدرتهم على تصوّر ذلك الإنقلاب الحاصل من الوهنِ والضعفْ إلى القوةِ والسطوة ..,

لكن الحقيقةَ المنطقيةَ تقول بِ أن القوة يصنعها ويُغذيها الضعفُ الكامنُ في الأشياء المُهْمَلة, فهيَ الأشدُّ فتكا ً من القوةَ التي نشأت على أساسٍ قويّ..

بعضُ المسرحيات التي تُقام على مسرحِ الواقع تجعلُنا نؤمنْ بِ أن الضعف يصنع المُعجزات وأعظمُ الإنتصارات,فالبركان
حينَ ينفجر يُخلّفُ وراءه أرضا ً خصبةً لِ الرزاعة رغم الدمار الذي يتبعهُ حين انفجارهِ على ما حوله ..!

اممم قد ينتابنا القلق حيال التفكير بِ هذا الأمر ,لكني أجدها حقيقةً لا خلاص منها ..!
فالنحذر الأشياء المُتهالكةِ من حولنا ولنحذرِ الضُعفاء فأولئكَ قنبلةٌ موقوتة ,تنفجرُ دون إنذارٍ مسبق ..

( حُلمٌ عَلى عَتبَاتْ الوَرقْ )


مرّتْ الأيام مرَّ السحابْ .. وخلال تلكَ الأيَّامْ كنتُ كثيراً مَا أجمعُ أوراقي لِأكتبَ على رأسِ الصفحة حُلمي الذي طالما حَلمتُ بِهْ ,
وفي ذيلِ الصفحة أنحتُ حروفَ اسمي ..
كنتُ أُدرِكُ حيْنَها ذلكَ البُعْد بَينيْ وبينَ حُلمي ,مِنْ خلالِ المسافةِ التيْ كانتْ على ورقتي تلكْ مابينَ اسمي وحُلميْ ..
رَفَعتُ رأسيْ .. التَفتُّ يَمنةً ويَسرة لأتأملَ الأرضْ فرأيتُ عِمارةً في كُلِّ مكان .. عِلمٌ وتطوّر ..اقتصادٌ ينمو .. وتجارةٌ تزدهرْ ..
أرضٌ خضراءْ ,فيها نَزْرعْ وعليها نَصْنَعْ .. أحببتُ تِلكَ العقُولْ .. تُفكّرْ وتُحلّلْ ..
فَشهِدتُ بِذلكَ أرواح تسْمو لِتُعانقَ بَريقَ النجاحِ والتميّز ..فأدركتُ حينها
بأنّ أيدينا هيَ وحدها مَنْ تغرس الأملْ لغدٍ مُشرقْ يَحيى بِالتعاونِ والعَملِ الجماعيّ , وأدرَكتُ أنَّ حُلميْ بِلا حدودْ ..
وأهدافيْ كثيْرة .. لكنيْ مُقيّدةً في مكانيْ ..
لمْ أفعلْ شيئاً لِوطنيْ ولكنيْ منذُ هذهِ اللحظة لَنْ أقبلَ بلقيودْ
سأمضيْ واثقةُ الخُطى صانعةً بِالعزم .. واضعةً قدميْ عَلى أوّلِ الطريقْ بالإيمانْ .. بالإصرار .. بِالطموح ..بالأهدافِ الواضحة ..
وسلاحيْ أعظمُ قوةٍ في العالَمْ .. قوةُ الفكرْ ,وعمقُ النَظرَة ,فلقدْ آنَ الأوان لِأفكرْ ولأرسمَ طريْقي لأحققَ الرؤية ..
فّزمنُ الإبداعِ أعْلنَ الحُلولْ ,

وحان أنْ أرفعَ اسمي بِحُلمي لأجعلَ لِحياتيْ مَعنى .. أفْخَرُ بهِ ما حِييتْ ..





وكانَتْ هذهِ مشاعِريْ حِينَ تَخرّجيْ مِنَ الثانويةِ العامّة ..

تَفاصِيلْ | ,

الأبجدياتُ هيَ إحدى الأساطيرُ التي تسجلها السطور لتبقى على هاماتِ الذاكرة مُعلقةً على أعتابِ حكاياتِنا الخالدة ,تُسجلُ في كل خطةِ شبرٍ لها شيءٌ مِنّا ,ترفل بأعماقنا عبَثاً لِتغذي فضولها ,تُلقي بنا عبر شُرفات الزمن المتراكمِ بالتفاصيل ..
حينما يَقوى الحرفُ على الذَاتْ وينثر على طيّاتِ دفاترنا كل شيء , كلُّ شيءٍ على الإطلاق ذكرياتٌ خالطتها العثرات والضحكاتُ والنكاتْ ..
همساتٌ تأرجحتْ بين طموحٍ وألم , سقطاتٌ وابتسامة هكذا صنعتنا التفاصيلْ ,وهكذا كُنا نُمسك بخيط ٍ معلق في الهواء لا قاعدةً نصلُ إليها من خلاله ولا ثباتٌ يجعلنا نصعدُ بهِ لنصلَ إلى الأعلى ..

[ هكذا صَنعتْنا التَفاصِيلْ ] ..,

حينَما تشي بنا أعينْنا نُدرك بأنَّ الخلاصَ أحجيةً لم تُرسم النهاية لها بشكلٍ مُحبْك فتعاود تلك التفاصيل لتصنعنا ..
تَفاصِيلْ , تَفاصِيلْ , تَفاصِيلْ ..,
مملةٌ تلك تَفاصِيلْ رُغم جمالها أحياناً ودفئِها أحياناً موشّحةٌ بِالبياضِ هيَ لكنها عنيدةٌ مقيتهْ حينَ نُطالبها بِالرحيل بعيداً عنّا ,للوهلة الأولى أجدها تتسيّد المسرح لتجبرنا على أن نصطف إلى جانب الحضور في الأسفل ورغماً عن كلِّ الحضور تظلُّ هُناك ترفعُ الستار لتمثَل دور التَفاصِيلْ وتجعلنا في نهايةِ المطاف أبجدية عابرة تتغذى علينا فتصنعنا مرةً أُخرى ..,

نحنُ بِبساطة رُكامٌ زمني تَصنعهُ تلكَ التَفاصِيلْ ..



أرجع وخل نرحل سوى !

كنت مدري كنت منسي
كنت أرضى بالعنا
كنت أحكي وكنت أبكي
لجل أقول اني هنا .

كنت اظن العمر فرحه
وسط قلبي ممكنه
كنت احس إني طفل
لازم يحقق مطلبه

كنت أغني وارتمي
داخل بساتين الربيع
وانشد الأيام عني
وما ألاقي أجوبه
كنت أظن الحظ أبكم
وأنا أرسم مبسمه

كنت أظن أنه ينام
وأنا أراقب نجمته
كنت أدور أي طريقه
ودي اوصل عالمه
كنت أدعي بالليالي
إني ألمح خطوته

مادريت بأن حظي
للأسف ما انولد !

لسى باقي فبطن أمه
يحلم يدور موطنه
راح وتغرب وابتعد
لآخر حدود الأمكنه

لين مات وصار منسي
قبل فرحي يسكنه
وتاه إحساسي وكبرت
ليه ضاع وضاع عمري
وأنا أدور طلته

يا حـ ـ ـ ـ ـظ !

أنا توني عرفتك
إنك ضحية مولدي
واني تخطيت الزمان
لجل أوصل لك وأقول :



إن كان لك باقي كفن
أرجع وخل نرحل سوى .

صهوة خيـال ..!


كل شي يذكرنا بزمان
أوراقنا المتناثرة
صور ترسمها الرمال
السما كانت صفا
والنجم يعانقها بحنان
وحنا على اطرافهم
نسهى ونحلم
وشو يعني كنا نحلم!
يعني نرسل للأماني
كم إشارة
تتبعها مشاوير الخيال


الزمن لا ما تغيّر
رغم كل التجاعيد بسنينه
رغم ضيمه
وبرغم كل الجراح
لازال يحكي
عن تفاصيل ٍ أليمة
تسكن بوسطه ويئن!


الشعور صعب المَنال
وحنا نتشرّد بتأشيرة حزن
تطربنا مواويل السهر
والحكي مع الدفاتر
والمطر
ترحل بعيد
وتترك الأوطان تنعس
وحنا نبقى
نمتطي صهوة خيال!

الخميس، 10 فبراير 2011

دائرةٌ سودَاء ..!


عندما تشيعُ فاحشة الوجع , يُصبح للموتِ ملامحٌ أُخرى لا تُشابهها بشاعة, تتلبسُ قلائدَ الثباتِ على الحناجرِ فنكونُ في مشنقةٍ يُديرها الوقت ليسَ إلا " بلا حراك "!

دائماً كنتُ أعتقد بأن لذاكرةِ الأسى ثُقبٌ نحصلُ عليهِ كلما احتجنا لتفريغِ مُحيطها استعداداً لإستقبالِ ألمٍ جديد , لكني اكتشفتُ بأنها لا تُمحى ولا تُدسّ بشكلٍ آمن , بل تؤجلُ في آخر الصفوفِ لتظهرَ دفعةٌ واحدة عندَ أيّ طارئٍ يزيدُ من حملها فيبثُ بها الحياة لتعيدنا إليها مسلوبي الإرادة وحريّة الهربِ والتجاهل !

علمتني الحياة أن أمضي في طريقي دونما التفاتةٍ إلى مُغرياتٍ وهميّةٍ لا تُلامسُ يدي بشكلٍ حسي كافي لتشعرني بالأمان , ولأن السعادة شعورٌ مُفاجئ لا يضمنهُ وقت أو زمن , كانت تندرجُ ضمناً في لائحةِ الوهم لأنهُ قصير ولا يكتمل إلا لمن أجادَ فنّ العيشِ تحتَ ظلالِ الكذبِ الأبيض الذي يصوّر لنا الدنيا أكثرَ بهاءً ونضارة حتى يخالها جنّة , يالها من خُدعةٍ تنطلي على من يعتقدُ بجمالها وحسنها !


أتذكرُ أنني كنتُ أصمت في حالِ سقوطِ فاجعةٍ تُنبؤني باغتصاب النورِ من عيني , وأتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ أتوسّل إلى يدي لتكفَّ عن الإرتجاف لعلّي أجمعُ اشلائي بها وأتوسد أيّ شيءٍ على الأرض لأنام ..

في كلِ مرةٍ كان يخذلني بها البرد ويُربكني أكثرَ أمام وجعي وحماقة شعوري بأن ثمةَ صخرة حطت على صدري لا تُمكنني من التنفس !

أنا لا أتحدثَ عن الموتِ كثيراً يا سادة إلا لأنهُ يتبعني كظلٍ عاصي يأبى تحريرَ الجسدِ الذي يخنقهُ بالسيرِ معه ..

كثيراً ما كنتُ أحاول ابتكار طريقة تُخلصني من ذلك الظل النتن , ونجحتُ في ذلكَ بمرتبةِ الشرف شريطةً ألا أرى النورَ ابداً , هكذا يموتُ الموت في ظلي وأموتُ في داخلي معه !





10 / 2 .

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

حكايةُ وَطنْ وَ 22 شَمعَةْ /,



إنَّ مِنْ أَجملِ الحَكايَا التيْ تَقصّها عليّ أُميْ .. هيَ تِلكَ التيْ تَصفنيْ بِها وأنَا بينَ أحشاءِها ,في دفءِ خاصرتِها التِيْ
علّمَتنيْ أَنَّ الوَطنَ لَمْ يكُنْ سِوى بِداخلِها , لَمْ نتحرّرَ منهُ إلا إلى غياهِبِ الغُربة الموجعة .. عندَما حكمتْ علينَا السَّماءْ أنْ
نقْبَع في حنيْنٍ لا يُجديْ لأنْ يُعيدنا أجنّةً داخِلَ أجسادٍ حانيَة تَحمينا منَ الألمِ والوَهنْ ,أوطانٌ لا تعترفُ بضرائبِ العَطاء
وبحساباتِ الحُبِّ والإشتيَاقْ والمُعاملاتِ الإنسانيّة التي نَعرفها فيْ أوطاننَا العَقيمة ..

هوَ وحدهُ ذلكَ الوَطنْ منْ يقاومْ الشُهوْر والأُوجاعْ ليُحافِظَ على مَلائكيْتنَا البيْضاءَ النقيّة /,

بِالأمسْ احْتَضنتنيْ أُميْ فيْ ذِكرَى مَوْلِديْ الثْانِيْ والعِشْرينْ ,لِتَحتفِلَ بِلحظَاتِ الألمْ التيْ نَزعتْنيْ عَنْ روحِها لِأكونَ فَتاتها
المُدلّلة ..

لَمْ تَكنْ لِتعلمْ أَنَّ أُمنيتيْ لَم تتعدّى يوماً بَقائِيْ بِداخِلها .. لَم تكُن لِتعلمْ أننيْ لَمْ أفرَحْ يوماً بِمثلِ فَرَحيْ بِكونها أُمي
دونَ غيْرها مِنْ جَميلاتِ الدُنيا ..

لَم تَكُنْ لِتعلَم أنّنيْ حتى اللحظة تَجتاحُني غِيرةُ الأطفالْ حينما يحْتَضنْها أخيْ الصَّغيْر .. وَكأنْها مُلْكيْ وَ وطنِيْ وَمحط
نَبضاتيْ ,وكأنْها ليْ وحدِيْ ..

× وحتى اللحظَة ×

لَمْ أكنْ لِأجتازَ غيْرتِيْ تِلكْ .. يااااه يا أُميْ ما أَشهى دِفْئك .. وما أوفَى صَداقتِك .. وما أعظَم صبركِ وعطاءِك /,

× يَا أُمـ ـ ـ يْ ×

يَا وَطنيْ العَظيمْ الذيْ لَم ألمحْ العَدلَ والعَطاءَ إلا بهِ وَمعهْ .. يَا وِجهةَ رَسائليْ الثَميْنة ومَخبأَ أُمْنيَاتِيْ النقيّة وَموطنَ
اهتِمامَاتِيْ الأولَى وَ الأخِيرَه /,



لا تَحتَفِليْ بمولِديْ فَهوَ انشقاقٌ عَنْ وَطنيْ عَظيمـْ .. واغترابٌ إلى وحْدَتيْ أليمـ /,

× فقـ ـ ـ ط ×

أَعيديْنيْ إليــكِ ..
15 / 4

لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي !

حينَما تَكونُ الأبجديّةُ وَبالاً على أقْلامِنا وَحناجِرنَا وَحدودَ أوطانِنَا الرّماديّة , تُغلَقُ شُرفاتُ الأَملْ إلى حينِ عَودةِ
النوْر منْ كوخِ العَدمْ موؤودٌ بمشنقةِ الخوْف وَقد تجرّعَ كؤوسَ العَلقمِ حدَّ ثمالةِ الأطراف وتَثاقُلِ الخُطى العاثِرة فِيْ
طريقٍ مؤدي إلى المَوتِ فَقطْ ..


هكذا ظلَامٌ وَبؤسْ لا تَشهدُهُ إلا ساحاتُ الإعدامِ أو غرفُ العنايةِ المُركزة أو أروقةِ المصحّة النفسيّة
أو كوابيسِ الأطفَالْ التِيْ قلّما تَكذِبْ ,أو في مُذكّراتِ المُراهقينْ ذَويْ الأحَاسِيسِ المُفرطة ..


قليلاً ما يَحضرُ الأَمَانْ فِيْ دَيَاجِير حَكايَا الوِحدة وَغربةُ الوَطنْ وَضياعُ الحقائِق وتَكدّس الخَيْباتِ فيْ أَوْرِدَتنَا
واخْتِنَاقُ المُوسيْقى بينَ أُذنيْنَا بشَكلٍ صاخِبْ يُفقِدنا لذّةَ الإستِمَاعِ إليهَا ..


هذهِ حَياتُنا .. سلّةُ مُهْمَلاتٍ تَناوَلتْها سوَاعدُ القَدرْ لتقْذِفنا بِداخِلِها دوْنَما بِطاقاتِ دعوٍةٍ تُمكننا مِنْ رفضِهَا إنْ أَبيْنا
أو للإتْيَانِ بِفرصٍ أُخرى لِلبحثِ عَنْ سلالٍ مِنْ طِرازٍ ليْسَ بِالفَاخِرِ وَإنّمَا أقلَّ خيْبَةٍ مِنْ تِلكْ ,فَمُعطَيَاتُ الحيَاةِ قَابلَتْ
مُجمَل تَعاسَاتِنا بِمساحةِ احتِضَانٍ أشبهَ ما تَكونُ بِالسحِرْ ..


وحدَهَا مَنْ تَكفلُ لنا العَيشَ بإطمِئنانٍ وَحُب ,هيَ هُناك حيثُ نُقطةِ البدء التِيْ تَوجَهْنَا مِنْها نَحوَ خَيْباتِنا العَظيمَة
لنَعودَ إليهَا نَتشافى من جراحِ سِنيْن خلالَ وقتٍ محسوبٌ لا يَتجاوَز السويْعاتَ لنشفىَ مِن جراحِنا تَماماً ..



اممممم ثمّةَ سِرٌّ يَا أُمي فِيْ الأَمر ,فَكيفَ لِضمةِ صدرٍ حانيَةً أنْ تَحتَوي مَالَمْ تَحتَويهِ الأَوطانُ الكَبيرة العَقيْمه ..؟
- بِغفوةِ اطمئنانٍ مَسحتْ عَنِيْ الحَسرةَ والتساؤُل [ كانَتْ مَكمنَ الإجابة ] ..!


لعمري يا أميْ أنكِ نبضي الوَحيدْ الذي أعيشُ عليهِ ولِأجلِه..

لغَة مَعطُوبَة ..|



الأجسادُ لا تخرسُ تفاصيلها وإلى ما بعد المَوت فَهي ناطقةٌ وإنْ كُبلت ألسِنتُها
وألجَمها المَرض أو اليَأس , يَكفيْ أن تَهزَّ كَتفَك ليسْتُوعِبَك الآخرين !



-


حينَ تُشير بـِ بنانك تذكر أنك قادرٌ على إعادةِ إِعمَارِ الكَونِ فَلا تَكتَرث بِقطعِ لِسانِك
أو شَلَلِه !



-




حَدّثْنِي بِعيْنيكَ عَن قِصّةِ حَياتكَ وسَأفْهمُ أدقَّ التَفاصيلِ التيْ عِشتَها !



-



عَطبُ لُغاتِنا لا يَكمنُ في عدمِ قُدرتِنا على الحَديثِ بَل فِي عدمِ قُدرَتنا
على تَحليلِ تصرّفاتِ الآخرينَ والتي تَغنيْنا عَن الحَديثِ إليهِمْ !



-



نحنُ بحاجةٍ إلى التَنفسِ ليسَ من أُنوفنا فَقطْ بَل بِأروَاحِنا أيضاً فَحين
يَسألُكَ أحدُهم لِماذا تَصرُخ ؟ أَجبْ : إِنّنيْ أَتنَفّسْ !



-



قيمةُ الأشيَاء لا تَكمنُ في علوّ أصوَاتِها فَقطْ / بَل في عُمقِ صَمتِها !


-


لا تَندهشَ من بِناء امبراطوريةٍ خَرسَاء / فَهي أجملُ دونَ ضَجيجْ !


-



كُن أخرَساً لا بَأسْ / المُهم ألّا يَتلبسكَ الصَممْ !

مُقتطفاتٌ سكريّة على رصيفِ المُسافرين ..|


- البداياتُ التعيسة هي دائماً ما تقتلُ الأفكارَ في مهدها , تجعلها كالحلوى مكشوفة
لا مذاقَ لها ولا مرءً حسن ..


- حقيبةُ عقلي حينَ تمتلئُ بالأفكار وتتزاحمُ بكمِ الأشياء التي يُريد أن يصدحَ بها
أمامَ الورق , يُشعرني ذلك بقوّةٍ عارمة لأن أكونَ بصيغةٍ أُخرى مُختلفةً عن
تلك المُعتادة أمامَ نفسي ..


- حقيقةً أنا لا أعتد كثيراً بعددِ المراتِ التي كتبتُني بها , لكني أفكر أكثر
بعددِ الصدف التي جمعتني مع نفسي وتحدثتُ إليها بشكلٍ جيد ومقنع إلى حدٍ ما ..


- تكثرُ من حولنا الصور الضبابيّة التي تلفُ الأشياء من جوانبَ عدة , وهذا
ما يُخضعنا لعمليةِ تركيزٍ شاقة تُمكننا من معرفةِ الملامحَ أكثر وبشكلٍ مقنن / أكثرَ
من اللازم أحياناً ..


- البقية المُتبقية .. محصلة الحياة .. ما تبقى في الذاكرة مما علقَ على
حواف ثقوبها .. هذهِ الأشياء هيَ ما تمثلُ حقيقةَ التجربة التي نخوضها كل مرة
وأعتقدُ بأنها أغلى مانملك .


- البساطة هي ذروة النجاح .. ورأسُ هرمِ التفوق وهي أخيراً
" بصمةُ العُظماء " ..

- تلكَ الطاقة التي تتكدسُ بداخلنا على شكلِ قُدراتٍ وأفكارَ تتزاحمُ سطح الصدورِ
بنا تُرغمنا على القيامِ بشيءٍ ما , أيّاً كان " حبذا أن يتدارسُه العقل قبل
انطلاقه " ..


- أمامَ البصيرة , تمرُ الكثير من القصصِ القصيرة .. لا نُعيرها جزءً كبيراً
من اهتماماتنا لأنها وديعة , لا تُحدثُ ضجيجاً في حقيبةِ ذاكرتنا ..


- الحُب وحدهُ من يُعيدنا أطفالاً ..

أبوَاب..



لوهلَة ظننتُ بأن الأبوابَ المؤصدة تعني " نهاية " / لا طُرقَ خلفها ولا طيفُ حضور ..
لوهلَة أخذني شوقٌ بعيد نحوَ أمورٍ لم تُبارحني إلا قليلا أثناء اختلاس الضوء من
عيني نوماً , أو بُكاء!
لوهلَة اجتاحني فضول الأطفالِ نحو صناديق ألعابهم الصغيرة ليبعثروا ما بها باحثين
عن لاشيء بعينه , لكنه القدر الذي يجمعنا مع ما نهربُ منه / ونأوي إليه دون
رغبة ولا شعور ..
تعتيق الأبوابِ القديمة هشم بداخلي معنى الصبر والسير قدماً دونما رجوعٍ أو تخاذل,
لم أعلمَ أن الحكايا وقصاصاتِ الأزمان وخيباتها تنتظرني على متكئ ِ الوجد ..
لم أُبصر إلا وجوههم , رائحتهم الزكيّة تلك , سُرة الشمسِ في أعينهم كما كانوا , تذكرتُ
كل التفاصيل التي لا تُذكر !
أيقنت بأن القدرَ قطع علينا الوصول إليهم وتلكَ الأبواب التي فُتّحت لنا لم تَكن إلا معبراً
للحنين وتفاصيلِ السنين وعبقِ احتضانِ الأنين حين ودعناهم آخر مرّة ..

مسَافاتْ ..


المسافات / بها آلافُ الحكايا والعناوين الضائعة بينَ أرصفةِ الخريف
بها تتجسدُ صور التيه الذي يسكننا أمداً طويلا .
الطرقُ وحدها من تشهدُ على تشرّدنا , فكلٌّ منا يعتلي منصةً
من الضياعِ وعمر البحثِ الطويل الذي ينتهي عند سدةِ اللاشيء ..

نحنُ في كلِّ أحوالنا مسافرون , راحلون , وربما كثيراً ما نكون
سُجناءً للغياب والغُربة ورحلةٍ بعمرِ وطنٍ كهل يحتضرُ بين يدي
الوقت ..

منذُ زمن لم تعد الخطواتُ كما تتهيأ لها أقدامنا , ومنذُ زمن ونحنُ
نغني في حضرةِ الأحلام , ومنذُ زمن يسكننا عزفُ الوحدة والشتات ..

ومنذُ زمن لم نجدنا ...

لم نجدنا ...

تَساؤلات..



ماذا ننتظر حينَ نهذي ونكتب ؟ هل ثمةَ ما يهدينا حقيقةً أكثر
سعادةً من تلكَ التي نحملها دهراً طويلاً مملاً لا وطن فيهِ ولا
ملاذ ..

لماذا نغنّي أوجاعنا ونرتلها ونصوّرها ونضعها تحتِ وسادتنا كلما
أردنا النوم ..

لماذا لا نُجيد الهربَ من أنفسنا أكثرَ من أن نبكي ونتلحفُ الصبر
ونمضي لنغرقَ في أمنياتٍ جديدة ..

لماذا لا يَخدعنا القدر مرة واحدة ليوصلنا إلى طريقٍ آمن دون
أن تُنهكنا التعاسة والألم والوحدة.

لماذا لا يفتقُ الصباحُ جرحاً دامي في صدورنا ويمكننا من خلعِ
نظارةِ الظلامِ عن أعيننا المُحاطة بالسواد ..

لماذا لا نجرؤ على الإعترافِ بخيباتنا أمام قضاء الزمن شاهِدها
الناس وقاضيها قلبٌ يترنح على حوافِ القيامة ..

لماذا لا أصمتْ وأدعُ الأسئلةَ كما هي حائرةً في جوفي
لعلي أبتلعها وأهضمها معَ الأيام!

أبنَاءُ الظَلام ...!


قبل مُضي السنين كنتُ أبحثُ عن شيءٍ ما يُدعى بإسمي وقدَري
ذات الملامحَ تماماً ,كنتُ أقف على بوّابة العُمر الكبيرة أتنفسُ من خلالها أزماناً أُخرى !
لا أعرفُ وجهتي بالضبط لكني أمضي دون أن أكلفَ ذاتي عناءَ السؤال ..
- سؤال ! سؤال مَن ؟ ...

لا أعلم , كانت توقظني أطيافَ الوحدة والتشرّد , تشيرُ ببنانها نحوي لا تتراجعُ عن
ذلكَ طِوال الوقت ,كان بإمكاني سؤالها عني وعن سببِ اهتمامها ذاك!
لماذا لم أطلق التكهناتَ على ما يجري من جيبِ فكري كما يفعلُ المتشردون ؟
- لا أدري.

لا زلتُ أرتمي عندَ حدود الأشياءِ لأبحثَ عني , تطوّق معصمي تساؤلات دهرٍ كامل
لم أجدها بعد ..
لا أعلمُ لماذا لا تنتهي دوّامة الموتِ مني لترحلَ بعيداً نحوَ أمواتٍ جدد !

ستجدهم في طرقاتِ السفرِ مبعثرين تتجسدهم ثيابُ التيه والعدم , يغنون في
حضرةِ الأحلام وينامون موتتهم الصُغرى ..
حكاياهم ضائعة خانها فصلُ الخريف الذي سلَمها لأشرعة الرياح ومضى!

أتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ معهم أقتاتُ عذب المُنى وابتسم كذباً , فلعنةُ الكذب تطأها
أقدامنا قبلَ أن تهوي ..

لم يكن من السهل على أقدامنا أن تهوي دون أن تُجدد ثباتها بوابلٍ من رغد الكذب
وأنوارُ الظلام , على الرغمِ من أننا أبناء ذلك الظلام إلا أننا نتنكرُ له , أطعمنا رغيفَ
الخوفِ ألفاً , وعرقلَ لأحلامنا ألفاً , وغيّب ملامحنا عنهم ألفاً وألفا ..

لم ننساه وهو سيدُ الأشياءِ كلها حتى تركها مُتشابهة بلا علامة فارقة , بحثنا عن
العناوين وسطَ الضياع بصحبته ومضينا معه ووصلنا إليه وبقينا إلى جانبه ..

فكيفَ لنا أن ننساه !

ورغمَ كل شيء لا زلتُ أزيفُ ابتسامةً بيضاء على وجهي الحالم , لتشهد الدُنيا
بأني ناضلتُ كثيراً لأشاهدَ النور وأتلمسهُ بيدي دون جدوى ..

فولدتُ ضريرة وعشتُ كذلك وسأموت . فالموت هوَ أبعد الأشياءِ القريبة التي نملكها!



22 /1



الموتُ / أو المَوتْ ..!


تقتلني الدُهشة حينَ تتحققُ وطأة المنطق على أرضِ الوهم ,تُحدثني عن مسيرها خطوةً
خطوة , يشهدها قلمي الفارغ من كل شيءٍ إلا من انتظارِ وجهها ليستلَّ محابرَ العدالة
ويسجلها على وجنتي الزمن .



لا أعلمُ من أيّ الأبوابِ أصِلها ولا الطرقِ التي تأخذني إليها ولا حتى النجوم التي
تشير لي عن تجاهها , كنتُ أعلم بوجودها , استشعرهُ في قلبي, أبتلعهُ داخل وجهي ,
أخبئهُ عن المارةِ دون جدوى ..



ثمةَ صرخةٌ في عنقي تُحكم الرباط , يظلُّ وجهي مسوداً ينتظرَ الفكاك ..
فنوم الحقِ يخنقننا ولا يموت , تستعبدنا هالتهُ المظلمة حينَ تُكمم فاه لكنهُ
يستجمعُ رغيف الحناجر ويمضي ليلقي بها أمام طُغيان الصمت المدجج بالسلاح
والوهم وحذاءِ العظمة الثقيل ..



ألا نؤمنُ بصخبِ الأشياءِ الساكنة من حولنا ؟ ألا تُضرم النيران بشررِ الشمس
البعيدة , المنطق يستحيلُ علينا أستبعادُ الأشياء ِ الغير ممكنة ..



نحنُ نعيشُ أوطان المُفاجآت وأزمنة الحدث المتغيرِ الخُطى , فالثباتُ صرعةٌ قديمة
لم تعد تحلو لنا فقد تنتهي حياتُنا أمامَ عربةِ خضارٍ متواضعة عندَ حدودِ البلدة ..
وقد تبدأ حياةٌ جديدة لأحدهم تحتَ حد السيف !



فأنا لم أعد مؤمنةً برسمِ النهاياتِ الواحدة , ولا الوطنيةِ الواعدة ولا أعتقدُ بأني أملكُ
الكثيرَ من الحقائقِ حول هدوءِ الشعوب المِعطاءة ..



نحنُ نبتاعُ الغضب بحفنةِ ابتسامات وهكذا تفشلُ تجارتنا فلا يبقى أمامنا سوى خياريّ

الموت / أو المَوتْ ..!