الخميس، 10 فبراير 2011

دائرةٌ سودَاء ..!


عندما تشيعُ فاحشة الوجع , يُصبح للموتِ ملامحٌ أُخرى لا تُشابهها بشاعة, تتلبسُ قلائدَ الثباتِ على الحناجرِ فنكونُ في مشنقةٍ يُديرها الوقت ليسَ إلا " بلا حراك "!

دائماً كنتُ أعتقد بأن لذاكرةِ الأسى ثُقبٌ نحصلُ عليهِ كلما احتجنا لتفريغِ مُحيطها استعداداً لإستقبالِ ألمٍ جديد , لكني اكتشفتُ بأنها لا تُمحى ولا تُدسّ بشكلٍ آمن , بل تؤجلُ في آخر الصفوفِ لتظهرَ دفعةٌ واحدة عندَ أيّ طارئٍ يزيدُ من حملها فيبثُ بها الحياة لتعيدنا إليها مسلوبي الإرادة وحريّة الهربِ والتجاهل !

علمتني الحياة أن أمضي في طريقي دونما التفاتةٍ إلى مُغرياتٍ وهميّةٍ لا تُلامسُ يدي بشكلٍ حسي كافي لتشعرني بالأمان , ولأن السعادة شعورٌ مُفاجئ لا يضمنهُ وقت أو زمن , كانت تندرجُ ضمناً في لائحةِ الوهم لأنهُ قصير ولا يكتمل إلا لمن أجادَ فنّ العيشِ تحتَ ظلالِ الكذبِ الأبيض الذي يصوّر لنا الدنيا أكثرَ بهاءً ونضارة حتى يخالها جنّة , يالها من خُدعةٍ تنطلي على من يعتقدُ بجمالها وحسنها !


أتذكرُ أنني كنتُ أصمت في حالِ سقوطِ فاجعةٍ تُنبؤني باغتصاب النورِ من عيني , وأتذكرُ جيداً كيفَ كنتُ أتوسّل إلى يدي لتكفَّ عن الإرتجاف لعلّي أجمعُ اشلائي بها وأتوسد أيّ شيءٍ على الأرض لأنام ..

في كلِ مرةٍ كان يخذلني بها البرد ويُربكني أكثرَ أمام وجعي وحماقة شعوري بأن ثمةَ صخرة حطت على صدري لا تُمكنني من التنفس !

أنا لا أتحدثَ عن الموتِ كثيراً يا سادة إلا لأنهُ يتبعني كظلٍ عاصي يأبى تحريرَ الجسدِ الذي يخنقهُ بالسيرِ معه ..

كثيراً ما كنتُ أحاول ابتكار طريقة تُخلصني من ذلك الظل النتن , ونجحتُ في ذلكَ بمرتبةِ الشرف شريطةً ألا أرى النورَ ابداً , هكذا يموتُ الموت في ظلي وأموتُ في داخلي معه !





10 / 2 .

هناك 3 تعليقات:

  1. دائماً ما يشدني حرفكِ يا رفيقة :قلب:

    ردحذف
  2. آهٍ ياشقية القلم والإحساس
    كيف يكون البوح مفعماً بابتسامةٍ
    وحقيقةٍ مؤلمة


    سأكتفي بالصمت
    وأن أقرأكِ كثيراً



    كل التحايا

    وطـَن

    ( المسافر22 )

    ردحذف
  3. رباهـ

    بقدر ما يكن في دآخلها من آنين

    آمنحها فرحا ليس بعدهـ "ضيق"

    آميييييين ..||

    رائعه جدا بكل ما تكتبه ^_^

    ردحذف